Ads 468x60px

الخميس، 12 يوليو 2012

دوبروفنيك.. فينيسيا البلقان ودُرة الأدرياتيكي

ليس ثِّمة شك أن الحروب تُدمر في أيام وشهور ما بناه الإنسان في سنين وقرون بل وتشوه الجمال وتطمس المعالم الهامة لكثير من الروائع وربما تجعلك تبغض العيش في مكان ما، ومن بين هذه المدن التي كانت ضحية لتلك الحروب مدينة دوبروفنيك والتي استطاعت بناء نفسها من جديد رغم المعارك التي غيبتها عن أن تكون من أهم الأماكن السياحية برغم من موقعها الفريد على البحر، وجمالها الذي يبهرك لدى قدومك إليها لقضاء عطلة من أفضل الأجازات التي لا تنسى.
مشهد لمدينة دوبروفنيك وميناءها ليلاً
مشهد لمدينة دوبروفنيك وميناءها ليلاً
تقع مدينة دوبروفنيك، التي كانت تُعرف سابقا بالإيطالية باسم راغوزا، في كرواتيا على الساحل الأدرياتيكي، وهي تُعد أحد الوجهات السياحية الأكثر بروزاً على البحر الأدرياتيكي ناهيك عن كونها ميناء بحري ومركز للطبيعة الخلابة، وقد ضمتها اليونسكو إلى قائمتها لمواقع التراث العالمي عام 1979، لمحافظتها على تحفها الجميلة وكنائسها وأديرتها وقصورها وينابيعها ذات الطراز القوطي والنهضوي والباروكي، ولكونها مزاراَ سياحياَ جاذباَ بما تتمتع به من تشكيلة فاخرة من الفنادق الفخمة وتكلفتها المنخفضة.
جديرٌ بالإشارة أن مدينة دوبروفنيك وصل بها الحال أن نافست مدينة “البندقية” الإيطالية في جمالها وسلطتها وثروتها، حيث وصلت إلى أوج ازدهارها خلال القرن الخامس عشر، وجذبت خلال تلك الفترة أفضل النحاتين والمعماريين لتزين وسط المدينة بأسلوب عصر النهضة، بيد أن عصرها الذهبي تبدد مع زلزال 1667 الذي أصابها ولكنها لملمت جراحها وضمدتها وعادت من جديد مدينة ساحرة، لكن قوتها البحرية تراجعت تدريجياً.
مع بداية القرن العشرين، هبت دوبرفنيك من كبوتها، حيث تدفق عليها السياح والزائرين لمشاهدة دررها السياحية، إلا أنها تعرضت لقصف القوات اليوغسلافية عام 1991، مما جذب انتباه العالم بأسره، والذي ساعد في إصلاح الأضرار قبل نهاية العقد ثم عادت دوبرفنيك من جديد في الوقت الراهن لتبهر العالم لما تكتنزه من سحر فريد من نوعه في جوانبها.
يحلو التجول في شوارع دوبروفنيك الرخامية
يحلو التجول في شوارع دوبروفنيك الرخامية
على الرغم أن عدد سكان دوبروفنيك لا يزيد على 43 ألف نسمة، فإنهم على قدر من التفاني في الثقافة التي تظهر جلية في أوركسترا السيمفونية الخاصة بها، والحصاد الوفير من السيمفونيات الكلاسيكية التي تعزف على مسرح مارين دريزيتش، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من المعارض الفنية التي تقدم الأعمال المعاصرة، والاعتزاز بالتقاليد المحلية التي تبدو واضحة بقوة في المهرجانات المحلية العادية والاحتفالات الدينية.
تُعرف دوبروفنيك بأنها “لؤلؤة البحر الأدرياتيكي” بسبب تراثها المعماري الذي لا يضاهى، فشوارعها التي تتكون من الرخام اللامع يصطف فيها المباني المشيدة على الطراز الباروكي التي يتخللها نوافير جميلة منحوتة من عصر النهضة، أما جدرانها فقد بقيت سليمة ومثيرة للإعجاب على مستوى البحر الأدرياتيكي، وحدث ولا حرج عن القائمة الطويلة من المشاهد الرائعة لذلك لم يكن من العجب أن تضمها اليونسكو إلى مواقع التراث العالمي.
من شواطئ مدينة دوبروفنيك في كرواتيا
من شواطئ مدينة دوبروفنيك في كرواتيا
برغم أن دوبروفنيك مدينة قديمة تضم تراث تاريخي قديم رائع، فإنها كذلك أول منتجع في البحر الأدرياتيكي، وتمتلك شبكة من الشواطئ يستريح فيها الزائر في الشمس، وبالقرب من الشواطئ، تتبعثر وسط البحر البلوري الشفاف جزر تغطيها الأشجار، كما تنتشر مجموعة من الحانات والمقاهي والنوادي داخل وحول المدينة القديمة مما يضمن ألا تشعر بالملل ليلاً أبدا ًفي دوبروفنيك.
ونظراً لما يتوافر لدى دوبروفنيك من تراث ومناظر طبيعية، أصبحت محطة رئيسية حيوية لرحلات البحر الأبيض المتوسط والتي تستقطب ربع مليون مسافر سنوياً، حتى يظن البعض أن المدينة قد تغرق في البحر لو قدم هؤلاء في آنِ واحد، لكن موسم الرحلات البحرية يمتد من مارس إلى ديسمبر، حيث يتدفق يومياً من 100 إلى 8000 زائر.
قصر سبونزا واحد من أجمل قصور أوروبا
قصر سبونزا واحد من أجمل قصور أوروبا
لا يعتبر السياح زيارة دوبروفنيك كمحطة سياحية فحسب، ولكن بوصفها خيار سياحي متكامل، فمناخها معتدل بسبب موقعها الاستراتيجي من الطرف الجنوبي من الشاطئ الكرواتي، وفيها تنتشر كذلك المساحات الخضراء كما تملأ الغابات المكسوة بأشجار السنديان جنباتها، ويعود سحر المدينة لأكثر من 1300 عام مضت، فمع بزوغ الفجر يظهر جمال المدينة الآخاذ حيث تبدأ أشعة الشمس بالتسلل من فوق الأفق وببطء شديد نحو قلعة “سان جان” ثم المرفأ القديم إلى أن تصل إلى برج الجرس وسط المدينة.
ما أروع السير على الأقدام في دوبروفنيك عند الظهيرة وأبدع ما يكون وعلى وجه التحديد داخل الأحياء القديمة، والأزقة الضيقة المرصوفة بالحجارة، انتهاءً بالميناء ثم الشواطئ المحيطة، كما يمكنك زيارة قصر سبونزا، واحد من أجمل قصور أوروبا التي تعود للحقبة الوسطى ويبدو فيها جلياً أثر الفن القوطي.
من المؤكد أن دوبروفنيك تستحق الزيارة، وكانت دوماً مطمعاً لدول أخرى برغم أن سكانها لا يحبون الحلول العسكرية ويفضلون الدبلوماسية، ولكن ومع كثرة الغزو عليها من أعدائها لم يجدوا مفراً من تحصينها بالجدران التي يزيد ارتفاعها على 25 مترا، وهذا ما سيظهر للزائر لها، حتى لا تصبح المدينة لقمة سائغة وتنعم بالعيش في رغدٍ وسلام.

ليس ثِّمة شك أن الحروب تُدمر في أيام وشهور ما بناه الإنسان في سنين وقرون بل وتشوه الجمال وتطمس المعالم الهامة لكثير من الروائع وربما تجعلك تبغض العيش في مكان ما، ومن بين هذه المدن التي كانت ضحية لتلك الحروب مدينة دوبروفنيك والتي استطاعت بناء نفسها من جديد رغم المعارك التي غيبتها عن أن تكون من أهم الأماكن السياحية برغم من موقعها الفريد على البحر، وجمالها الذي يبهرك لدى قدومك إليها لقضاء عطلة من أفضل الأجازات التي لا تنسى.
مشهد لمدينة دوبروفنيك وميناءها ليلاً
مشهد لمدينة دوبروفنيك وميناءها ليلاً
تقع مدينة دوبروفنيك، التي كانت تُعرف سابقا بالإيطالية باسم راغوزا، في كرواتيا على الساحل الأدرياتيكي، وهي تُعد أحد الوجهات السياحية الأكثر بروزاً على البحر الأدرياتيكي ناهيك عن كونها ميناء بحري ومركز للطبيعة الخلابة، وقد ضمتها اليونسكو إلى قائمتها لمواقع التراث العالمي عام 1979، لمحافظتها على تحفها الجميلة وكنائسها وأديرتها وقصورها وينابيعها ذات الطراز القوطي والنهضوي والباروكي، ولكونها مزاراَ سياحياَ جاذباَ بما تتمتع به من تشكيلة فاخرة من الفنادق الفخمة وتكلفتها المنخفضة.
جديرٌ بالإشارة أن مدينة دوبروفنيك وصل بها الحال أن نافست مدينة “البندقية” الإيطالية في جمالها وسلطتها وثروتها، حيث وصلت إلى أوج ازدهارها خلال القرن الخامس عشر، وجذبت خلال تلك الفترة أفضل النحاتين والمعماريين لتزين وسط المدينة بأسلوب عصر النهضة، بيد أن عصرها الذهبي تبدد مع زلزال 1667 الذي أصابها ولكنها لملمت جراحها وضمدتها وعادت من جديد مدينة ساحرة، لكن قوتها البحرية تراجعت تدريجياً.
مع بداية القرن العشرين، هبت دوبرفنيك من كبوتها، حيث تدفق عليها السياح والزائرين لمشاهدة دررها السياحية، إلا أنها تعرضت لقصف القوات اليوغسلافية عام 1991، مما جذب انتباه العالم بأسره، والذي ساعد في إصلاح الأضرار قبل نهاية العقد ثم عادت دوبرفنيك من جديد في الوقت الراهن لتبهر العالم لما تكتنزه من سحر فريد من نوعه في جوانبها.
يحلو التجول في شوارع دوبروفنيك الرخامية
يحلو التجول في شوارع دوبروفنيك الرخامية
على الرغم أن عدد سكان دوبروفنيك لا يزيد على 43 ألف نسمة، فإنهم على قدر من التفاني في الثقافة التي تظهر جلية في أوركسترا السيمفونية الخاصة بها، والحصاد الوفير من السيمفونيات الكلاسيكية التي تعزف على مسرح مارين دريزيتش، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من المعارض الفنية التي تقدم الأعمال المعاصرة، والاعتزاز بالتقاليد المحلية التي تبدو واضحة بقوة في المهرجانات المحلية العادية والاحتفالات الدينية.
تُعرف دوبروفنيك بأنها “لؤلؤة البحر الأدرياتيكي” بسبب تراثها المعماري الذي لا يضاهى، فشوارعها التي تتكون من الرخام اللامع يصطف فيها المباني المشيدة على الطراز الباروكي التي يتخللها نوافير جميلة منحوتة من عصر النهضة، أما جدرانها فقد بقيت سليمة ومثيرة للإعجاب على مستوى البحر الأدرياتيكي، وحدث ولا حرج عن القائمة الطويلة من المشاهد الرائعة لذلك لم يكن من العجب أن تضمها اليونسكو إلى مواقع التراث العالمي.
من شواطئ مدينة دوبروفنيك في كرواتيا
من شواطئ مدينة دوبروفنيك في كرواتيا
برغم أن دوبروفنيك مدينة قديمة تضم تراث تاريخي قديم رائع، فإنها كذلك أول منتجع في البحر الأدرياتيكي، وتمتلك شبكة من الشواطئ يستريح فيها الزائر في الشمس، وبالقرب من الشواطئ، تتبعثر وسط البحر البلوري الشفاف جزر تغطيها الأشجار، كما تنتشر مجموعة من الحانات والمقاهي والنوادي داخل وحول المدينة القديمة مما يضمن ألا تشعر بالملل ليلاً أبدا ًفي دوبروفنيك.
ونظراً لما يتوافر لدى دوبروفنيك من تراث ومناظر طبيعية، أصبحت محطة رئيسية حيوية لرحلات البحر الأبيض المتوسط والتي تستقطب ربع مليون مسافر سنوياً، حتى يظن البعض أن المدينة قد تغرق في البحر لو قدم هؤلاء في آنِ واحد، لكن موسم الرحلات البحرية يمتد من مارس إلى ديسمبر، حيث يتدفق يومياً من 100 إلى 8000 زائر.
قصر سبونزا واحد من أجمل قصور أوروبا
قصر سبونزا واحد من أجمل قصور أوروبا
لا يعتبر السياح زيارة دوبروفنيك كمحطة سياحية فحسب، ولكن بوصفها خيار سياحي متكامل، فمناخها معتدل بسبب موقعها الاستراتيجي من الطرف الجنوبي من الشاطئ الكرواتي، وفيها تنتشر كذلك المساحات الخضراء كما تملأ الغابات المكسوة بأشجار السنديان جنباتها، ويعود سحر المدينة لأكثر من 1300 عام مضت، فمع بزوغ الفجر يظهر جمال المدينة الآخاذ حيث تبدأ أشعة الشمس بالتسلل من فوق الأفق وببطء شديد نحو قلعة “سان جان” ثم المرفأ القديم إلى أن تصل إلى برج الجرس وسط المدينة.
ما أروع السير على الأقدام في دوبروفنيك عند الظهيرة وأبدع ما يكون وعلى وجه التحديد داخل الأحياء القديمة، والأزقة الضيقة المرصوفة بالحجارة، انتهاءً بالميناء ثم الشواطئ المحيطة، كما يمكنك زيارة قصر سبونزا، واحد من أجمل قصور أوروبا التي تعود للحقبة الوسطى ويبدو فيها جلياً أثر الفن القوطي.
من المؤكد أن دوبروفنيك تستحق الزيارة، وكانت دوماً مطمعاً لدول أخرى برغم أن سكانها لا يحبون الحلول العسكرية ويفضلون الدبلوماسية، ولكن ومع كثرة الغزو عليها من أعدائها لم يجدوا مفراً من تحصينها بالجدران التي يزيد ارتفاعها على 25 مترا، وهذا ما سيظهر للزائر لها، حتى لا تصبح المدينة لقمة سائغة وتنعم بالعيش في رغدٍ وسلام.

0 التعليقات:

إرسال تعليق