لم تزد معلوماتى عنها عن بعض عناوين كانت تمر أمام عينى سريعاً عن تلك المدينة الآسيوية التي احتضنت أعمال المؤتمر الثامن والثلاثين لمنظمة التعاون الإسلامي في يونيو 2011، أو كصورة عن هؤلاء البشر ضيقي العيون اللذين يعيشون فى الصقيع ويتدثرون بالفراء والمعاطف السميكة، ولم تنكشف أسرارها أمامى حتى أخبرتنى صديقتي ـ التي تعمل مرشدة سياحية ـ عن رحلتها الفريدة إلى هذه المدينة المذهلة التى تجمع مابين التصميم الأوروبي الحديث ووئام الذوق الشرقي الذي لا ينفصل عن الروح الأسيوية، مدينة شابة كان ينظر إليها منذ زمن قريب فقط كعاصمة جديدة لدولة قديمة، أما اليوم فهي في جزء لا يتجزأ من الصورة الجديدة لكازاخستان البلد الذي يمضي قدماً في اتجاه القرن الحادي والعشرين.
لا تتضح صورة أستانا إلا بصورة كازاخستان التي نالت استقلالها عن الاتحاد السوفيتي في 16 ديسمبر 1991، وارتبط اسمها باكتشافات النفط والغاز وثروات من الذهب وزراعة القمح، كما أنها تضم محطة “بايكونور” لإطلاق المركبات الفضائية، شريان البرنامج الفضائي الروسي. وجمعت العام الماضي بين رئاسة منظمة التعاون الإسلامي ورئاسة منظمة التعاون الأوروبي، مع التعاون مع مجموعة كبيرة من الدول تعكس أهميتها الجغرافية والسياسية.
وقبل كل ذلك، كازاخستان بلد عريق يزخر بتنوع عرقي وثقافي واسع؛ فتضم نحو 140 طائفة دينية و133 قومية تشكل لوحة فسيفساء تظهر في ملامح الشعب وتجمع بين قسمات آسيوية صينية وتركية وروسية وأفغانية. كما تجمع مدنها، خصوصاً أستانا، بين أحياء حديثة لا تختلف عن مثيلاتها في أوروبا وأخرى تعود لفترة الاتحاد السوفيتي، ويفاخر الشعب بهويته الإسلامية، ولا ينسى أهل كازاخستان أيضا أن يذكروا الزائر بأن بلدهم مهد الإمام الترمذي والفيلسوف والطبيب المسلم الفارابي الذي ولد في فاراب جنوب كازاخستان وتزين صورته العملة الكازاخستانية.
أستانا.. المدينة المقدسة
أصبحت أستانا عاصمة كازاخستان منذ عام 1998 بدلاً من مدينة ألماتي الحدودية، ويعني اسم “أستانا” حرفياً رأس المال، لكن الكلمة نفسها تأتي من كلمة فارسية بمعنى “العتبة السامية”، في إشارة إلى العاصمة الملكية أو بلدة المزار المقدس، وخلال تاريخها تغير اسمها عدة مرات؛ ففي عام 1800 كان يطلق عليها اسم “أكمول”، وبعدما أصبحت عاصمة للبلاد مُنحت اسم أستانا وحالياً هي المركز الرئيسي للحكومة، وتعكس أستانا صورة كازاخستان الطموحة باستضافتها لعدد من المنتديات خصوصاً حول التعاون بين الأديان.
تقع أستانا في كازاخستان المركزية على نهر إيشيم “Ishim” وذلك فى منطقة السهوب شبه القاحلة التي تغطي معظم أراضي البلاد، وهي أكثر مدن كازاخستان برودة، وتحمل لقب أبرد عاصمة في العالم بعد العاصمة المنغولية “أولان باتور”، وقد تصل درجة الحرارة في الشتاء إلى 35 درجة تحت الصفر، بينما يعد شهر يوليو أكثر شهورها سخونة.
المدينة اللامعة
للوهلة الأولى يغشى عينيك هذا الوهج والتألق الذي يسيطر على المدينة في الليل مع الإضاءة الاصطناعية لمبانيها، وأضواء شوارعها، والألوان المتعددة لنوافيرها على نهر إيشيم وكذلك بمصابيح جسورها والواجهات المضاءة لمحلاتها، وقد يتساءل المرء عن كم الملايين التى أنفقت لتبدو المدينة بهذا الألق، ولكن لا تلبث أن تزول الدهشة عندما تعلم عن اقتصاد كازاخستان الغني بسبب النفط، بالإضافة إلى المشاريع الضخمة التي تخطط لها الدولة في العاصمة، كما تخطط لتصبح مصدراً رئيسياً لليورانيوم فى العالم.
ومنذ أن أصبحت أستانا العاصمة الوطنية بدأت المدينة حياة جديدة فقد غدت مركزاً للأنشطة الحكومية والثقافية، كما اتجهت المشروعات المعمارية لإضفاء مظهر أوروآسيوي على المدينة؛ ففي غضون فترة قصيرة جداً أزيلت كثير من المباني القديمة التي بقيت من العهد السوفيتي واستبدلت بتصميمات المهندس الياباني “كيشو كوروكاوا” والذى عهد إليه تصميم العاصمة، فقدم مزيجاً مثيراً للاهتمام منح أستانا مظهراً تنافس به أكبر المدن الاقتصادية في العالم كطوكيو ونيويورك ودبي من خلال طراز معماري يجمع بين أفضل تقاليد الثقافات الأوروبية والشرقية.
جولة سياحية
من مطار أستانا الدولي وعبر الحافلة رقم “10″ التي تصل بين العاصمة بالمطار مرتين كل ساعة، يمكن الوصول إلى وسط المدينة الشابة والتي تصطف مبانيها الرائعة على جانبيها فى عظمة وخيلاء، وأول ما يلفت نظرك برج (Bayterek) المعروف محلياً باسم (Chups Chupa) من تصميم المعماري البريطاني السير نورمان فوستر. ويرتفع البرج لنحو 105 متر، وتعلوه كرة ذهبية قطرها 22 متر مزودة بمنصة توفر إطلالة رائعة على المدينة. ويرمز التصميم لشجرة الحياة المقدسة تعلوها بيضة وضعها طائرة السعادة الساحر.
افتتح البرج رسمياً عام 1997 كتعبير عظيم عن انتقال العاصمة، ويتميز بمنحوتة ذهبية تمثل كف يد الرئيس “نور سلطان نزارباييف”، أول رئيس بعد الاستقلال، يمكن للزوار وضع أيديهم والتقاط الصور التذكارية، كما يضم البرج معرض للفنون الدائمة وحوض للأسماك يجذب أنظار كل زوار البرج.
ومن تصميمات أستانا الفريدة “هرم السلام” أو قصر السلام والمصالحة من تصميم فوستر والمهندس بورو هابولد، ليعبر عن روح كازاخستان والتعايش بين الأديان والثقافات المختلفة، وقد صمم المبنى كدعوة لنبذ العنف وتعزيز الإيمان والمساواة بين البشر، ويضم أماكن لمختلف الديانات العالمية، ودار أوبرا تستوعب 1500 شخص، ومكتبة ومركز لأبحاث الجماعات العرقية في كازاخستان، ومتحف ثقافي.
ومن أجمل المباني التي يمكنك زيارتها في أستانا مبنى قاعة الحفلات المركزية من تصميم المهندس المعماري الإيطالي مانفريدي، وتتخذ شكل زهرة ذات ثلاث بتلات زجاجية مستوحاة من ديناميكية وحركة الموسيقى، ويرتفع المبنى لثلاثين متراً بمساحة ثلاثة آلاف متر مربع تقريباً. ويضم عدة قاعات بمساحات مختلفة أكبرها القاعة الرئيسية التي تستوعب 3500 شخص، وتستضيف مزيجاً فريداً من حفلات الموسيقى الكلاسيكية وموسيقى البوب، كما يحتضن المبنى وعروض المسرح والباليه والمؤتمرات والمهرجانات السينمائية.
ولا يفوتك عزيزى الزائر مشاهدة القصر الرئاسي الجديد، والذي بُني عام 2004 بارتفاع خمسة طوابق، تضم قاعة لمؤتمرات القمة والزيارات الرسمية من قبل ممثلي البلدان الأجنبية، وقاعة ذهبية للمفاوضات.
أكبر خيمة في العالم
ومن أهم مراكز التسوق والترفيه في أستانا، “خان شاتر” أو الخيمة الملكية Khan Shatyr Entertainment Center، وصُمم على شكل خيمة عملاقة تضم أهم المحلات والعلامات التجارية العالمية والمسابح وملعب جولف صغير وأماكن الترفيه للصغار والكبار.
ويعتبر المبنى الخيمة أكبر خيمة في العالم يمتد على مساحة 150 ألف متر مربع أي ما يزيد عن مساحة عشرة ملاعب لكرة القدم، ويرتفع لـ 150 متراً، وصُنع سقفه من مادة البوليمر الشفافة المحمولة على شبكة من الكابلات، ويتيح تصميمه دخول ضوء الشمس الطبيعي خلال النهار، مع نظام تكييف يحافظ على اعتدال درجة الحرارة في الداخل بالرغم من برودة الشتاء القارس وحرارة الصيف.
في وسط المدينة، يعد شارع الجمهورية بمثابة المحور الرئيسي للنشاط اليومي والليلي، فهو شارع حيوي يضم العديد من المتاجر والمقاهي والمطاعم والنوادي الليلية ومتاجر الهدايا التذكارية والآلات الموسيقية التقليدية، والمكتبات، و محلات المجوهرات والحيوانات المحنطة، كما يضم المركز الإسلامي والمسجد المركزي وكاتدرائية الروم الكاثوليك، وبرج Bayterek.
ويُعرف أهل الأستانة بالكرم الشديد حتى أنهم لا يحتفظون بالفكة أبداً ولكنهم يتبرعون بها للفقراء، وأشهر أكلاتهم طبق (البلوف) ويتكون من الأرز ولحم الخيل، وهو ما يرتبط في أذهاننا نحن العرب بالكرم وما يُروى عن حاتم الطائي.
كما يمكن زيارة مجمع دومان الترفيه Duman الذي يضم مسرح ثلاثي الأبعاد ومحلات تجارية وفندق، وحديقة أكواريوم في بلد يبعد 3000 كيلومتر عن المحيط، وتضم ألفين من الكائنات البحرية تمثل مائة نوع، كما يمكنك القيام بجولة فى الماضي إلى عصر الديناصورات، وتحوي منطقة القبة تماثيل لرموز من حول العالم.
نور أستانا.. مسجد من ألفي مسجد
“نور أستانا” من أحدث وأجمل مساجد المدينة، ويقع في الطريق الرئيسي المؤدى من وإلى المطار، وعلى الرغم من كازاخستان علمانية الدستور إلا أنها تفتخر بأغلبيتها المسلمة. والمسجد تحفة فنية اشترك فيها مهندسون كازاخ وأتراك، ويطغى اللون الفيروزي على سقفه وجدرانه في تناسق وتناغم مع السجاد الأحمر رمز المودة في ثقافة الكازاخ، والأبيض رمز الرسالة السماوية، والأخضر رمز الشباب والربيع. وبالمقربة من المسجد أقيمت مدرسة لحفظ القرآن وتنظيم المسابقات القرآنية.
بالتأكيد رحلتك للعاصمة الكازاخستانية سوف تكون تجربة رائعة، وسوف تدوم فى ذاكرتك إلى الأبد.
لم تزد معلوماتى عنها عن بعض عناوين كانت تمر أمام عينى سريعاً عن تلك المدينة الآسيوية التي احتضنت أعمال المؤتمر الثامن والثلاثين لمنظمة التعاون الإسلامي في يونيو 2011، أو كصورة عن هؤلاء البشر ضيقي العيون اللذين يعيشون فى الصقيع ويتدثرون بالفراء والمعاطف السميكة، ولم تنكشف أسرارها أمامى حتى أخبرتنى صديقتي ـ التي تعمل مرشدة سياحية ـ عن رحلتها الفريدة إلى هذه المدينة المذهلة التى تجمع مابين التصميم الأوروبي الحديث ووئام الذوق الشرقي الذي لا ينفصل عن الروح الأسيوية، مدينة شابة كان ينظر إليها منذ زمن قريب فقط كعاصمة جديدة لدولة قديمة، أما اليوم فهي في جزء لا يتجزأ من الصورة الجديدة لكازاخستان البلد الذي يمضي قدماً في اتجاه القرن الحادي والعشرين.
لا تتضح صورة أستانا إلا بصورة كازاخستان التي نالت استقلالها عن الاتحاد السوفيتي في 16 ديسمبر 1991، وارتبط اسمها باكتشافات النفط والغاز وثروات من الذهب وزراعة القمح، كما أنها تضم محطة “بايكونور” لإطلاق المركبات الفضائية، شريان البرنامج الفضائي الروسي. وجمعت العام الماضي بين رئاسة منظمة التعاون الإسلامي ورئاسة منظمة التعاون الأوروبي، مع التعاون مع مجموعة كبيرة من الدول تعكس أهميتها الجغرافية والسياسية.
وقبل كل ذلك، كازاخستان بلد عريق يزخر بتنوع عرقي وثقافي واسع؛ فتضم نحو 140 طائفة دينية و133 قومية تشكل لوحة فسيفساء تظهر في ملامح الشعب وتجمع بين قسمات آسيوية صينية وتركية وروسية وأفغانية. كما تجمع مدنها، خصوصاً أستانا، بين أحياء حديثة لا تختلف عن مثيلاتها في أوروبا وأخرى تعود لفترة الاتحاد السوفيتي، ويفاخر الشعب بهويته الإسلامية، ولا ينسى أهل كازاخستان أيضا أن يذكروا الزائر بأن بلدهم مهد الإمام الترمذي والفيلسوف والطبيب المسلم الفارابي الذي ولد في فاراب جنوب كازاخستان وتزين صورته العملة الكازاخستانية.
أستانا.. المدينة المقدسة
أصبحت أستانا عاصمة كازاخستان منذ عام 1998 بدلاً من مدينة ألماتي الحدودية، ويعني اسم “أستانا” حرفياً رأس المال، لكن الكلمة نفسها تأتي من كلمة فارسية بمعنى “العتبة السامية”، في إشارة إلى العاصمة الملكية أو بلدة المزار المقدس، وخلال تاريخها تغير اسمها عدة مرات؛ ففي عام 1800 كان يطلق عليها اسم “أكمول”، وبعدما أصبحت عاصمة للبلاد مُنحت اسم أستانا وحالياً هي المركز الرئيسي للحكومة، وتعكس أستانا صورة كازاخستان الطموحة باستضافتها لعدد من المنتديات خصوصاً حول التعاون بين الأديان.
تقع أستانا في كازاخستان المركزية على نهر إيشيم “Ishim” وذلك فى منطقة السهوب شبه القاحلة التي تغطي معظم أراضي البلاد، وهي أكثر مدن كازاخستان برودة، وتحمل لقب أبرد عاصمة في العالم بعد العاصمة المنغولية “أولان باتور”، وقد تصل درجة الحرارة في الشتاء إلى 35 درجة تحت الصفر، بينما يعد شهر يوليو أكثر شهورها سخونة.
المدينة اللامعة
للوهلة الأولى يغشى عينيك هذا الوهج والتألق الذي يسيطر على المدينة في الليل مع الإضاءة الاصطناعية لمبانيها، وأضواء شوارعها، والألوان المتعددة لنوافيرها على نهر إيشيم وكذلك بمصابيح جسورها والواجهات المضاءة لمحلاتها، وقد يتساءل المرء عن كم الملايين التى أنفقت لتبدو المدينة بهذا الألق، ولكن لا تلبث أن تزول الدهشة عندما تعلم عن اقتصاد كازاخستان الغني بسبب النفط، بالإضافة إلى المشاريع الضخمة التي تخطط لها الدولة في العاصمة، كما تخطط لتصبح مصدراً رئيسياً لليورانيوم فى العالم.
ومنذ أن أصبحت أستانا العاصمة الوطنية بدأت المدينة حياة جديدة فقد غدت مركزاً للأنشطة الحكومية والثقافية، كما اتجهت المشروعات المعمارية لإضفاء مظهر أوروآسيوي على المدينة؛ ففي غضون فترة قصيرة جداً أزيلت كثير من المباني القديمة التي بقيت من العهد السوفيتي واستبدلت بتصميمات المهندس الياباني “كيشو كوروكاوا” والذى عهد إليه تصميم العاصمة، فقدم مزيجاً مثيراً للاهتمام منح أستانا مظهراً تنافس به أكبر المدن الاقتصادية في العالم كطوكيو ونيويورك ودبي من خلال طراز معماري يجمع بين أفضل تقاليد الثقافات الأوروبية والشرقية.
جولة سياحية
من مطار أستانا الدولي وعبر الحافلة رقم “10″ التي تصل بين العاصمة بالمطار مرتين كل ساعة، يمكن الوصول إلى وسط المدينة الشابة والتي تصطف مبانيها الرائعة على جانبيها فى عظمة وخيلاء، وأول ما يلفت نظرك برج (Bayterek) المعروف محلياً باسم (Chups Chupa) من تصميم المعماري البريطاني السير نورمان فوستر. ويرتفع البرج لنحو 105 متر، وتعلوه كرة ذهبية قطرها 22 متر مزودة بمنصة توفر إطلالة رائعة على المدينة. ويرمز التصميم لشجرة الحياة المقدسة تعلوها بيضة وضعها طائرة السعادة الساحر.
افتتح البرج رسمياً عام 1997 كتعبير عظيم عن انتقال العاصمة، ويتميز بمنحوتة ذهبية تمثل كف يد الرئيس “نور سلطان نزارباييف”، أول رئيس بعد الاستقلال، يمكن للزوار وضع أيديهم والتقاط الصور التذكارية، كما يضم البرج معرض للفنون الدائمة وحوض للأسماك يجذب أنظار كل زوار البرج.
ومن تصميمات أستانا الفريدة “هرم السلام” أو قصر السلام والمصالحة من تصميم فوستر والمهندس بورو هابولد، ليعبر عن روح كازاخستان والتعايش بين الأديان والثقافات المختلفة، وقد صمم المبنى كدعوة لنبذ العنف وتعزيز الإيمان والمساواة بين البشر، ويضم أماكن لمختلف الديانات العالمية، ودار أوبرا تستوعب 1500 شخص، ومكتبة ومركز لأبحاث الجماعات العرقية في كازاخستان، ومتحف ثقافي.
ومن أجمل المباني التي يمكنك زيارتها في أستانا مبنى قاعة الحفلات المركزية من تصميم المهندس المعماري الإيطالي مانفريدي، وتتخذ شكل زهرة ذات ثلاث بتلات زجاجية مستوحاة من ديناميكية وحركة الموسيقى، ويرتفع المبنى لثلاثين متراً بمساحة ثلاثة آلاف متر مربع تقريباً. ويضم عدة قاعات بمساحات مختلفة أكبرها القاعة الرئيسية التي تستوعب 3500 شخص، وتستضيف مزيجاً فريداً من حفلات الموسيقى الكلاسيكية وموسيقى البوب، كما يحتضن المبنى وعروض المسرح والباليه والمؤتمرات والمهرجانات السينمائية.
ولا يفوتك عزيزى الزائر مشاهدة القصر الرئاسي الجديد، والذي بُني عام 2004 بارتفاع خمسة طوابق، تضم قاعة لمؤتمرات القمة والزيارات الرسمية من قبل ممثلي البلدان الأجنبية، وقاعة ذهبية للمفاوضات.
أكبر خيمة في العالم
ومن أهم مراكز التسوق والترفيه في أستانا، “خان شاتر” أو الخيمة الملكية Khan Shatyr Entertainment Center، وصُمم على شكل خيمة عملاقة تضم أهم المحلات والعلامات التجارية العالمية والمسابح وملعب جولف صغير وأماكن الترفيه للصغار والكبار.
ويعتبر المبنى الخيمة أكبر خيمة في العالم يمتد على مساحة 150 ألف متر مربع أي ما يزيد عن مساحة عشرة ملاعب لكرة القدم، ويرتفع لـ 150 متراً، وصُنع سقفه من مادة البوليمر الشفافة المحمولة على شبكة من الكابلات، ويتيح تصميمه دخول ضوء الشمس الطبيعي خلال النهار، مع نظام تكييف يحافظ على اعتدال درجة الحرارة في الداخل بالرغم من برودة الشتاء القارس وحرارة الصيف.
في وسط المدينة، يعد شارع الجمهورية بمثابة المحور الرئيسي للنشاط اليومي والليلي، فهو شارع حيوي يضم العديد من المتاجر والمقاهي والمطاعم والنوادي الليلية ومتاجر الهدايا التذكارية والآلات الموسيقية التقليدية، والمكتبات، و محلات المجوهرات والحيوانات المحنطة، كما يضم المركز الإسلامي والمسجد المركزي وكاتدرائية الروم الكاثوليك، وبرج Bayterek.
ويُعرف أهل الأستانة بالكرم الشديد حتى أنهم لا يحتفظون بالفكة أبداً ولكنهم يتبرعون بها للفقراء، وأشهر أكلاتهم طبق (البلوف) ويتكون من الأرز ولحم الخيل، وهو ما يرتبط في أذهاننا نحن العرب بالكرم وما يُروى عن حاتم الطائي.
كما يمكن زيارة مجمع دومان الترفيه Duman الذي يضم مسرح ثلاثي الأبعاد ومحلات تجارية وفندق، وحديقة أكواريوم في بلد يبعد 3000 كيلومتر عن المحيط، وتضم ألفين من الكائنات البحرية تمثل مائة نوع، كما يمكنك القيام بجولة فى الماضي إلى عصر الديناصورات، وتحوي منطقة القبة تماثيل لرموز من حول العالم.
نور أستانا.. مسجد من ألفي مسجد
“نور أستانا” من أحدث وأجمل مساجد المدينة، ويقع في الطريق الرئيسي المؤدى من وإلى المطار، وعلى الرغم من كازاخستان علمانية الدستور إلا أنها تفتخر بأغلبيتها المسلمة. والمسجد تحفة فنية اشترك فيها مهندسون كازاخ وأتراك، ويطغى اللون الفيروزي على سقفه وجدرانه في تناسق وتناغم مع السجاد الأحمر رمز المودة في ثقافة الكازاخ، والأبيض رمز الرسالة السماوية، والأخضر رمز الشباب والربيع. وبالمقربة من المسجد أقيمت مدرسة لحفظ القرآن وتنظيم المسابقات القرآنية.
بالتأكيد رحلتك للعاصمة الكازاخستانية سوف تكون تجربة رائعة، وسوف تدوم فى ذاكرتك إلى الأبد.
0 التعليقات:
إرسال تعليق