Ads 468x60px

الجمعة، 6 يوليو 2012

قطاع غزة سياحة أم موت؟

قطاع غزة سياحة أم موت؟  
 
كثير منا قد يضحك ملىء فيه إذا ما سمع صديقاً يمازحه ويقول له ما رأيك بأن نذهب للسياحة في أفغانستان أو قطاع غزة
أو الصومال وخاصة مقديشو أو بغداد وخاصة بالقرب من المنطقة الخضراء. لقد فهم العالم عبر إدراكه ومعايشته لواقع الأحداث
في هذه الأماكن الأربعة أنها مناطق ينتشر فيها الموت إن لم يكن كل يوم فعلى الأقل من حين إلى آخر. ويقول منطق العقل
:"إذا لم أكن أنا من أهل هذه البلاد، فمالذي يمكن أن يدفعني للذهاب إليها". فأبناؤها المغتربون يزورونها لوجود أهلهم فيها أو
لارتباطهم بحبها فحب الوطن من الإيمان.
 
وعند النظر إلى الحالة الخاصة لقطاع غزة نجد بعض الحقائق الهامة وأهم هذه الحقائق أن قطاع غزة هو الأهدأ والأكثر أمناً بين
هذه المناطق الأربعة. يشهد قطاع غزة كل عامين أو أكثر تصعيداً أمنياً ما لكن القطاع يتميز بأمن حقيقي على مدار السنة
وخاصة فيما يتعلق بأمنه الداخلي إذ تحكم قوات حكومة حماس الأمنية قبضتها على القطاع جاعلةً أي انفلات أمني داخلي
أو اعتداء أمني محلي صعب التحقق. وتكاد نشرات الأخبار تخلوا من رصد لأي انفلات أمني بين السكان على الرغم من
تدهور أوضاعهم الاقتصادية بشكل لم يسبق أن شهدته منطقة أخرى في العالم.
 
ومن جهة أخرى فإن السياحة الفلسطينية في قطاع غزة لا يمكن أن تصنف كسياحة عالمية إن حدث وأصبح هناك أفق
حقيقي لها. يسكن قطاع غزة أغلبية ساحقة من سكان محافظين فمن النادر أن تتجول في شوارع القطاع وتجد فتاة
حاسرة الرأس. تمنع حكومة حماس جميع دور اللهو وتجرم تناول المشروبات الكحولية. لا يمكن لحكومة حماس ولا حتى
المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة أن يسمح بسياحة على غرار تلك السياحة الموجودة في ماليزيا وقبرص وحتى
الدول العربية المجاورة لفلسطين.
 
 
 
لكن هل يعني ذلك أن السياحة في قطاع غزة ليس لها مستقبل؟ يتمتع قطاع غزة بموقع جغرافي سياحي هام
يتمثل في نقطتين محوريتين. النقطة الأولى هي وجود مواقع أثرية غنية في هذا القطاع حيث يحتضن القطاع عدة
مواقع أثرية هامة جداً والنقطة الثانية هي قربه من مواقع سياحية عالمية هي القدس وبيت لحم ومصر بمواقعها
السياحية المتعددة. إن استفادة قطاع غزة من موقعه الذي يأتي كموقع وسطي بين الضفة الغربية ومصر يمكن
أن يوفر له حركة سياحية نشطة ومتنامية في حالة وجود استقرار سياسي في القطاع.
 
هناك سياحة موجودة في المملكة العربية السعودية خارج منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة. ويتقبل السياح
بصدر رحب الالتزام هناك بمعايير الزي الاسلامي كارتداء ملابس محتشمة وطويلة وتغطية الجزء الأكبر من الرأس.
تستطيع شركات السياحة الراغبة في ارسال أفواج سياحية إلى قطاع غزة أن تحيط السياح علماً بخصوصية المجتمع
الفلسطيني في قطاع غزة. لقد رأينا كيف أن السائحات الأجانب اللاتي يزرن المسجد الأموي في دمشق على سبيل
المثال يلتزمن بتغطية رأسهن وارتداء ملابس محتشمة ولم يمثل هذا إشكالية حقيقية لهن، فلذلك لا يمكن اعتبار عادات
وتقاليد بلد ما عائق أمام تنشيط الحركة السياحية.
 
 
 
هل يمكن أن تستفيد القضية الفلسطينية من السياحة؟ يعتقد كثيرون أن السياحة في فلسطين هي بمثابة
نافذة إعلامية هامة وفعالة إذ أنها فرصة حقيقية لتعريف السياح بمعاناة الشعب الفلسطيني إذ أن هؤلاء السياح
لم يعرفوا حقيقة القضية الفلسطينية إلا من خلال مغالطات إعلامهم وافتراءاته حيث صوروا الشعب الفلسطيني
كشعب دخيل على الشعب اليهودي. إن مزيداً من استقطاب السياح إلى الأراضي الفلسطينية قد يغير الكثير من
مفردات الرأي العام لأولئك السياح حينما يعودون إلى بلدانهم وينقلون الصورة الحقيقية للشعب الفلسطيني ومعاناته وآلامه.
 
ومن جهة أخرى من حق الشركات السياحية أن تتسائل فيما إذا كان قطاع غزة يتمتع ببنية تحتية تؤهله لاستقبال
افواج سياحية بمعايير فلسطينية. لاشك أن قطاع غزة لا يتمتع بهذ البنية التحتية لكنها قد تصبح حقيقة إذا ما قرر
المستثمرون العرب المساهمة في تنمية هذا القطاع في حال حدوث نوع من الاستقرار السياسي الذي سينعكس
على استقرار مجمل الأوضاع الأمنية.
 
قطاع غزة هو جزء من المتوسط والمتوسط عروس البحار وقطاع غزة كان يوماً أكثر تطوراً مما يجاوره من مدن ويمكن لهذا
القطاع أن يتغير إذا ما توافق أبناؤه على بناء نهضة شاملة لا تتجاوز المعايير الاجتماعية التي اتفق المجتمع بأطيافه
المتعددة على احترامها والتمسك بها والدفاع عنها.
 
قطاع غزة سياحة أم موت؟  
 
كثير منا قد يضحك ملىء فيه إذا ما سمع صديقاً يمازحه ويقول له ما رأيك بأن نذهب للسياحة في أفغانستان أو قطاع غزة
أو الصومال وخاصة مقديشو أو بغداد وخاصة بالقرب من المنطقة الخضراء. لقد فهم العالم عبر إدراكه ومعايشته لواقع الأحداث
في هذه الأماكن الأربعة أنها مناطق ينتشر فيها الموت إن لم يكن كل يوم فعلى الأقل من حين إلى آخر. ويقول منطق العقل
:"إذا لم أكن أنا من أهل هذه البلاد، فمالذي يمكن أن يدفعني للذهاب إليها". فأبناؤها المغتربون يزورونها لوجود أهلهم فيها أو
لارتباطهم بحبها فحب الوطن من الإيمان.
 
وعند النظر إلى الحالة الخاصة لقطاع غزة نجد بعض الحقائق الهامة وأهم هذه الحقائق أن قطاع غزة هو الأهدأ والأكثر أمناً بين
هذه المناطق الأربعة. يشهد قطاع غزة كل عامين أو أكثر تصعيداً أمنياً ما لكن القطاع يتميز بأمن حقيقي على مدار السنة
وخاصة فيما يتعلق بأمنه الداخلي إذ تحكم قوات حكومة حماس الأمنية قبضتها على القطاع جاعلةً أي انفلات أمني داخلي
أو اعتداء أمني محلي صعب التحقق. وتكاد نشرات الأخبار تخلوا من رصد لأي انفلات أمني بين السكان على الرغم من
تدهور أوضاعهم الاقتصادية بشكل لم يسبق أن شهدته منطقة أخرى في العالم.
 
ومن جهة أخرى فإن السياحة الفلسطينية في قطاع غزة لا يمكن أن تصنف كسياحة عالمية إن حدث وأصبح هناك أفق
حقيقي لها. يسكن قطاع غزة أغلبية ساحقة من سكان محافظين فمن النادر أن تتجول في شوارع القطاع وتجد فتاة
حاسرة الرأس. تمنع حكومة حماس جميع دور اللهو وتجرم تناول المشروبات الكحولية. لا يمكن لحكومة حماس ولا حتى
المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة أن يسمح بسياحة على غرار تلك السياحة الموجودة في ماليزيا وقبرص وحتى
الدول العربية المجاورة لفلسطين.
 
 
 
لكن هل يعني ذلك أن السياحة في قطاع غزة ليس لها مستقبل؟ يتمتع قطاع غزة بموقع جغرافي سياحي هام
يتمثل في نقطتين محوريتين. النقطة الأولى هي وجود مواقع أثرية غنية في هذا القطاع حيث يحتضن القطاع عدة
مواقع أثرية هامة جداً والنقطة الثانية هي قربه من مواقع سياحية عالمية هي القدس وبيت لحم ومصر بمواقعها
السياحية المتعددة. إن استفادة قطاع غزة من موقعه الذي يأتي كموقع وسطي بين الضفة الغربية ومصر يمكن
أن يوفر له حركة سياحية نشطة ومتنامية في حالة وجود استقرار سياسي في القطاع.
 
هناك سياحة موجودة في المملكة العربية السعودية خارج منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة. ويتقبل السياح
بصدر رحب الالتزام هناك بمعايير الزي الاسلامي كارتداء ملابس محتشمة وطويلة وتغطية الجزء الأكبر من الرأس.
تستطيع شركات السياحة الراغبة في ارسال أفواج سياحية إلى قطاع غزة أن تحيط السياح علماً بخصوصية المجتمع
الفلسطيني في قطاع غزة. لقد رأينا كيف أن السائحات الأجانب اللاتي يزرن المسجد الأموي في دمشق على سبيل
المثال يلتزمن بتغطية رأسهن وارتداء ملابس محتشمة ولم يمثل هذا إشكالية حقيقية لهن، فلذلك لا يمكن اعتبار عادات
وتقاليد بلد ما عائق أمام تنشيط الحركة السياحية.
 
 
 
هل يمكن أن تستفيد القضية الفلسطينية من السياحة؟ يعتقد كثيرون أن السياحة في فلسطين هي بمثابة
نافذة إعلامية هامة وفعالة إذ أنها فرصة حقيقية لتعريف السياح بمعاناة الشعب الفلسطيني إذ أن هؤلاء السياح
لم يعرفوا حقيقة القضية الفلسطينية إلا من خلال مغالطات إعلامهم وافتراءاته حيث صوروا الشعب الفلسطيني
كشعب دخيل على الشعب اليهودي. إن مزيداً من استقطاب السياح إلى الأراضي الفلسطينية قد يغير الكثير من
مفردات الرأي العام لأولئك السياح حينما يعودون إلى بلدانهم وينقلون الصورة الحقيقية للشعب الفلسطيني ومعاناته وآلامه.
 
ومن جهة أخرى من حق الشركات السياحية أن تتسائل فيما إذا كان قطاع غزة يتمتع ببنية تحتية تؤهله لاستقبال
افواج سياحية بمعايير فلسطينية. لاشك أن قطاع غزة لا يتمتع بهذ البنية التحتية لكنها قد تصبح حقيقة إذا ما قرر
المستثمرون العرب المساهمة في تنمية هذا القطاع في حال حدوث نوع من الاستقرار السياسي الذي سينعكس
على استقرار مجمل الأوضاع الأمنية.
 
قطاع غزة هو جزء من المتوسط والمتوسط عروس البحار وقطاع غزة كان يوماً أكثر تطوراً مما يجاوره من مدن ويمكن لهذا
القطاع أن يتغير إذا ما توافق أبناؤه على بناء نهضة شاملة لا تتجاوز المعايير الاجتماعية التي اتفق المجتمع بأطيافه
المتعددة على احترامها والتمسك بها والدفاع عنها.
 

0 التعليقات:

إرسال تعليق