الشرق الأوسط ـ لا يمكن لزائر لبنان إلا أن يشبع نظره من الأخضر المتدفق عبر نوافذ التلفريك، الذي صار معلماً من معالم السياحة في هذا البلد وتحول إلى مقصد السياح على اختلاف جنسياتهم منذ أن شيّد في عام 1965، لذا لا تكتمل الجولة السياحية إلا بنزهة إلى وسط جونية وعلى الطريق البحري المؤدي إلى جبيل وطرابلس. هناك تنتظر عربات التلفريك كل من يُقرر اكتشاف خليج جونية من ارتفاع 550 متراً؛ حيث يعجز الكلام عن وصف لوحة خضراء طبيعية مليئة بغابات الصنوبر والشربين، وإن اجتاحها العمران بأبنية ترافق مشهد الغابات الممتدة صعوداً، والتي شوّهتها قليلاً أيادي أعداء الطبيعة لكنها لا تزال تنبض حياةً وجمالاً.
ما إن تطأ قدم الزائر محطة التلفريك سيكون بإمكانه أن يحمل معه رائحة لبنان من خلال قطع مصقولة من شجر الأرز المحفورة يدوياً بأشكال مختلفة لتكون ذكرى دائمة من بلد الأرز يقوم بتنفيذها أحد اللبنانيين، الذي اختار هذه المحطة لتشكل صلة وصل بينه وبين السياح. كذلك من شاء أن يحمل حفنة تراب من جبال فاريا، فما عليه إلا أن يحصل على قطعة زجاجية رسم أو كتب عليها بالرمل بطريقة فنية احترفها أبو محمد، الذي اتخذ من محطة التلفريك موقعا له ليستقبل الزائرين ويودعهم.
أما وقد انطلقت الرحلة الجوية صعوداً نحو تمثال سيدة حاريصا، فالمنظر بجماله وامتداد خضرته آسر للقلب والعين. مساحات خضراء شاسعة تتداخل فيها أحيانا بعض المباني الشاهقة، وهي تشكل بذلك خير نموذج لأراضي لبنان الخضراء التي قضت عليها الثورة العمرانية. في مدّة لا تزيد على 10 دقائق، هي غير كافية بالتأكيد لإشباع العين بجمال هذه الطبيعة العذراء، يحط بعدها التلفريك رحاله في محطة ثانية، حيث المقاهي تهيأت لاستقبال الزائرين وحضّرت لهم الجلسات المطلة على الوادي وخليج جونية النائم على صوت البحر وهدير أمواجه، ليجسد المثل اللبناني الشائع «شو همّ جونيه من هدير البحر». وهنا أيضا المشهد له روعته الخاصة. تتضح معالم الخليج أكثر وأكثر، فيأتي المنظر متدرجاً من خضرة الغابات إلى زرقة البحر ليشكلا معا لوحة طبيعية تتلهف كاميرات الزائرين لالتقاطها. موقع لطالما كان مقصد المخرجين العرب والأجانب لتصوير أفلامهم والتقاط أروع المشاهد الجمالية والطبيعية مشكلة بحد ذاتها استوديو مفتوح في كل فصول السنة.
وتقول المديرة المسؤولة في «الشركة اللبنانية لإنماء السياحة»، التي تشرف على أعمال التلفريك، ميريام ميّالي، لـ«الشرق الأوسط»: “في عام 2009، بلغ عدد زائري التلفريك حدّه الأقصى بعدما وصل إلى 455 ألف زائر، من دون أن ننسى تأثيره على حركة السياحة في المنطقة، التي تنشط وتزداد بازدياد هذا العدد. وتلفت ميّالي إلى أن الشركة في صدد تنفيذ مشروع ضخم يبصر النور قريبا في محطة التلفريك، يضم مجموعة من المطاعم الفخمة وأماكن لترفيه الأطفال وصالة للأعراس. مع العلم أن تلفريك لبنان يستقبل زائريه كل أيام الأسبوع ما عدا يوم الإثنين الذي يكون مخصصاً لأعمال الصيانة.
ولأن لجلسة هذا الجبل متعة خاصة، فالمطاعم المحيطة بالموقع قد وفرت هذه الفرصة لكل من قصد هذه المنطقة، فحرصت على تقديم المائدة اللبنانية من ألفها إلى يائها وعلى أصولها التقليدية.
وبعد قضاء ساعات بين أحضان الطبيعة، فقد لا يتوقع الزائر أن يرى في عودته مشهداً مغايراً لما رآه في طريق ذهابه، لكن في هذه المنطقة وهذا الموقع بالتحديد التوقعات ستختلف لا سيما لمن سيحالفه الحظ في العودة في ساعات المساء الأولى. هنا يتحول المشهد إلى لوحة طبيعية تجمع في الوقت عينه الشمس في لحظات غروبها وخليج جونية امتداداً إلى الطرقات المؤدية من وإلى بيروت، حيث الإنارة تبث إشعاعاتها في فضاء المكان وتكشف بيروت من أعلى سفح الجبل.
الشرق الأوسط ـ لا يمكن لزائر لبنان إلا أن يشبع نظره من الأخضر المتدفق عبر نوافذ التلفريك، الذي صار معلماً من معالم السياحة في هذا البلد وتحول إلى مقصد السياح على اختلاف جنسياتهم منذ أن شيّد في عام 1965، لذا لا تكتمل الجولة السياحية إلا بنزهة إلى وسط جونية وعلى الطريق البحري المؤدي إلى جبيل وطرابلس. هناك تنتظر عربات التلفريك كل من يُقرر اكتشاف خليج جونية من ارتفاع 550 متراً؛ حيث يعجز الكلام عن وصف لوحة خضراء طبيعية مليئة بغابات الصنوبر والشربين، وإن اجتاحها العمران بأبنية ترافق مشهد الغابات الممتدة صعوداً، والتي شوّهتها قليلاً أيادي أعداء الطبيعة لكنها لا تزال تنبض حياةً وجمالاً.
ما إن تطأ قدم الزائر محطة التلفريك سيكون بإمكانه أن يحمل معه رائحة لبنان من خلال قطع مصقولة من شجر الأرز المحفورة يدوياً بأشكال مختلفة لتكون ذكرى دائمة من بلد الأرز يقوم بتنفيذها أحد اللبنانيين، الذي اختار هذه المحطة لتشكل صلة وصل بينه وبين السياح. كذلك من شاء أن يحمل حفنة تراب من جبال فاريا، فما عليه إلا أن يحصل على قطعة زجاجية رسم أو كتب عليها بالرمل بطريقة فنية احترفها أبو محمد، الذي اتخذ من محطة التلفريك موقعا له ليستقبل الزائرين ويودعهم.
أما وقد انطلقت الرحلة الجوية صعوداً نحو تمثال سيدة حاريصا، فالمنظر بجماله وامتداد خضرته آسر للقلب والعين. مساحات خضراء شاسعة تتداخل فيها أحيانا بعض المباني الشاهقة، وهي تشكل بذلك خير نموذج لأراضي لبنان الخضراء التي قضت عليها الثورة العمرانية. في مدّة لا تزيد على 10 دقائق، هي غير كافية بالتأكيد لإشباع العين بجمال هذه الطبيعة العذراء، يحط بعدها التلفريك رحاله في محطة ثانية، حيث المقاهي تهيأت لاستقبال الزائرين وحضّرت لهم الجلسات المطلة على الوادي وخليج جونية النائم على صوت البحر وهدير أمواجه، ليجسد المثل اللبناني الشائع «شو همّ جونيه من هدير البحر». وهنا أيضا المشهد له روعته الخاصة. تتضح معالم الخليج أكثر وأكثر، فيأتي المنظر متدرجاً من خضرة الغابات إلى زرقة البحر ليشكلا معا لوحة طبيعية تتلهف كاميرات الزائرين لالتقاطها. موقع لطالما كان مقصد المخرجين العرب والأجانب لتصوير أفلامهم والتقاط أروع المشاهد الجمالية والطبيعية مشكلة بحد ذاتها استوديو مفتوح في كل فصول السنة.
وتقول المديرة المسؤولة في «الشركة اللبنانية لإنماء السياحة»، التي تشرف على أعمال التلفريك، ميريام ميّالي، لـ«الشرق الأوسط»: “في عام 2009، بلغ عدد زائري التلفريك حدّه الأقصى بعدما وصل إلى 455 ألف زائر، من دون أن ننسى تأثيره على حركة السياحة في المنطقة، التي تنشط وتزداد بازدياد هذا العدد. وتلفت ميّالي إلى أن الشركة في صدد تنفيذ مشروع ضخم يبصر النور قريبا في محطة التلفريك، يضم مجموعة من المطاعم الفخمة وأماكن لترفيه الأطفال وصالة للأعراس. مع العلم أن تلفريك لبنان يستقبل زائريه كل أيام الأسبوع ما عدا يوم الإثنين الذي يكون مخصصاً لأعمال الصيانة.
ولأن لجلسة هذا الجبل متعة خاصة، فالمطاعم المحيطة بالموقع قد وفرت هذه الفرصة لكل من قصد هذه المنطقة، فحرصت على تقديم المائدة اللبنانية من ألفها إلى يائها وعلى أصولها التقليدية.
وبعد قضاء ساعات بين أحضان الطبيعة، فقد لا يتوقع الزائر أن يرى في عودته مشهداً مغايراً لما رآه في طريق ذهابه، لكن في هذه المنطقة وهذا الموقع بالتحديد التوقعات ستختلف لا سيما لمن سيحالفه الحظ في العودة في ساعات المساء الأولى. هنا يتحول المشهد إلى لوحة طبيعية تجمع في الوقت عينه الشمس في لحظات غروبها وخليج جونية امتداداً إلى الطرقات المؤدية من وإلى بيروت، حيث الإنارة تبث إشعاعاتها في فضاء المكان وتكشف بيروت من أعلى سفح الجبل.
0 التعليقات:
إرسال تعليق