يتناقل الأبناء عن الاجداد الكثير من المهن والحرف التي يزالون يعملون بها حتى يومنا هذا وان قل شأنها مقارنة بالماضي . ولعل أبرز هذه المهن في مدينة نابلس واقدمها على حد سواء هي مهنة "العطارة" او "الطب الشعبي" كما يحلو للبعض تسميتها .
وتضم العطارة الكثير من الاعشاب الطبية المعروفة لدى الناس ، او غير المعروفة في فلسطين ، اضافة الى الاعشاب الطبية الموجودة في كثير من بلدان العالم.
في فلسطين 320 نبتة طبية يتم استخدامها في الطب الشعبي ، علاوة على 300 نبتة تجلب من الهند وسوريا والعراق والمغرب ، فكل نبات طبي له استخدام طبي معين.
وقد يكون للنبات الطبي الواحد اكثر من استخدام ، ويمكن استخدام مزيج من الاعشاب لعلاج مرض واحد في الطب الشعبي.
ولأن النباتات الطبية لها فوائد ومضار، فقد تم دمجها بالعلم الحديث للكشف عن هذه الفوائد والمضار والذي لا يتحقق الا عند دراستها من ناحية علمية.
يقول د. محمد مسمار المحاضر في جامعة النجاح الوطنية ، هناك مساقان عن النباتات الطبية يدرسان في كلية الصيدلة. الاول يسمى "العقاقير" والذي يدرس المواد الفعالة الموجودة في النباتات الطبية التي تنمو في فلسطين وتميزها من ناحية شكلها الظاهري ومحتواها الكيماوي والطبي ، اما الثاني هو "كيمياء النباتات الطبية" وهو مكمل للمساق الاول حيث يهتم بدراسة نسب المواد الفعالة في كل نبات وكيفية فصلها والتعرف عليها.
واشار د . مسمار الى الشروط التي يجب توافرها حتى نحقق الفائدة المرجوة من الاعشاب الطبية وهي : جمع الاعشاب الطبية بواسطة انسان خبير بها، وان تكون الاعشاب طبيعية غير مغشوشة، بالاضافة الى ضرورة تجفيفها بالظل لان تعرضها للشمس يؤدي الى حدوث تفاعلات كيماوية تؤثر على الفائدة المرجوة منها ، كذلك ضرورة حفظها بعيدا عن الرطوبة . منبها الى ان المادة الفعالة الموجودة في الاعشاب الطبية الجافة تضمن لمدة عام فقط.
ونوه كذلك الى ان هناك الكثير من النباتات الطبية الموجودة في فلسطين مهددة بالانقراض ، لذلك يجب عدم التقاط هذه الأعشاب في كل مرة من الأراضي ذاتها، وهذه المسؤولية تقع على عاتق وزارة الزراعة للحد من جمع هذه الاعشاب دون ترخيص مسبق من الوزارة . ومن هذه الاعشاب العادر (الليفدرة ) والحنضل والداتورة ( البرش ) والعاقول .
ونبه الى أنه لا يجوز استخدام هذه الاعشاب الا بمشورة طبية ، فالناس الذين يستخدمونها لعلاج بعض الامراض وخاصة الحوامل ، عليهم ابلاغ الطبيب خوفا من حصول تفاعلات وتضارب بينها وبين الادوية المستخدمة.
وفي بداية الخمسينات وخاصة بعد اكتشاف البنسلين ، اهتم البحث العلمي وشركات تصنيع الدواء بأمور تصنيعه ، ولكن بعد ذلك تبين ان الاهتمام بالنباتات الطبية يعود بالفائدة اكثر على هذه الشركات وذلك لان النبات الواحد قد يحتوي على اكثر من 200 مادة فعالة.
فالحبة السوداء ( القزحة ) مثلاً تحتوي على نسب عالية من البروتينات وتستعمل في كثير من مستحضرات الطب الشعبي ، بالاضافة الى كون زيتها مغذي للشعر ويساعد في علاج امراض الجلد . كذلك نبات الونكة الذي يحتوي 100 نوع من المواد الفعالة التي تساعد في علاج السرطانات.
وفي الآونة الاخيرة، ظهرت ابحاث تدل على ان المواد الفعالة الموجودة في الاعشاب التي تؤخذ مجتمعة فأنها تحدث آثاراً جانبية ضارة بصورة بسيطة مقارنة مع الادوية المحضرة في المختبر والتي قد تسبب بعض الاثار الجانبية الشديدة التي تستدعي عندها التوقف عن تناول هذا الدواء ، لذلك هناك ضرورة لجمع النباتات الفلسطينية الطبية ، وتصنيفها حسب الفائدة والعائلة النباتية ، كذلك ضرورة اجراء دراسات زراعية عليها ، وضرورة تنوع زراعة الاعشاب الطبية لانها قد تكون محاصيل اقتصادية.
ورحب د. مسمار بفكرة انشاء كليات تدرس الطب العربي او الطب الشعبي وذلك لاهميتها الكبيرة ، بالاضافة الى كون المعلومات التي انتقلت من جيل الى جيل قيمة ومهمة وعلينا حفظها وتدوينها خوفا من الضياع.
واذا ما تم انشاء كليات بهذا الخصوص فانه يمكن استعمال النباتات على اسس علمية وبالتالي ابعاد الشعوذة عن هذه المهنة.
ولكون الطب العربي هو طبي شعبي فقد جرى انتشار العطارين في انحاء مختلفة في فلسطين منذ زمن بعيد.
ابو زهير العبوة (60 عاماً) هو احد العطارين في مدينة نابلس والذي مارس المهنة منذ ان كان صغيراً ، ونقل مهنته عن ابيه واجداده.
يقول ابو زهير ان مهنة العطارة مهنة صعبة تحتاج من سبعة الى ثمانية سنوات من العمل والجهد والمتابعة ، ولا تقف عند هذا الحد بل يجب على العطار ملاحقة كل ما هو جديد في عالم الاعشاب، ومطالعة الكتب التي تختص بالاعشاب، فمثلا عندي كتاب ورثته عن جدي الاول وكذلك كتاب مخطط يزيد عمره عن 300 عاماً مطبوع عمره 100 عام وانا دائم القراءة لهما .
واشار ابو زهير الى كون العطارة لا تعني الطب فهي تساهم في تخفيف بعض الامراض ولكنها ليست بديلا عن الدواء . وهي الان اصبحت تدرس في الجامعات وهذا شيء مفرح .
وتضم العطارة الكثير من الاعشاب الطبية المعروفة لدى الناس ، او غير المعروفة في فلسطين ، اضافة الى الاعشاب الطبية الموجودة في كثير من بلدان العالم.
في فلسطين 320 نبتة طبية يتم استخدامها في الطب الشعبي ، علاوة على 300 نبتة تجلب من الهند وسوريا والعراق والمغرب ، فكل نبات طبي له استخدام طبي معين.
وقد يكون للنبات الطبي الواحد اكثر من استخدام ، ويمكن استخدام مزيج من الاعشاب لعلاج مرض واحد في الطب الشعبي.
ولأن النباتات الطبية لها فوائد ومضار، فقد تم دمجها بالعلم الحديث للكشف عن هذه الفوائد والمضار والذي لا يتحقق الا عند دراستها من ناحية علمية.
يقول د. محمد مسمار المحاضر في جامعة النجاح الوطنية ، هناك مساقان عن النباتات الطبية يدرسان في كلية الصيدلة. الاول يسمى "العقاقير" والذي يدرس المواد الفعالة الموجودة في النباتات الطبية التي تنمو في فلسطين وتميزها من ناحية شكلها الظاهري ومحتواها الكيماوي والطبي ، اما الثاني هو "كيمياء النباتات الطبية" وهو مكمل للمساق الاول حيث يهتم بدراسة نسب المواد الفعالة في كل نبات وكيفية فصلها والتعرف عليها.
واشار د . مسمار الى الشروط التي يجب توافرها حتى نحقق الفائدة المرجوة من الاعشاب الطبية وهي : جمع الاعشاب الطبية بواسطة انسان خبير بها، وان تكون الاعشاب طبيعية غير مغشوشة، بالاضافة الى ضرورة تجفيفها بالظل لان تعرضها للشمس يؤدي الى حدوث تفاعلات كيماوية تؤثر على الفائدة المرجوة منها ، كذلك ضرورة حفظها بعيدا عن الرطوبة . منبها الى ان المادة الفعالة الموجودة في الاعشاب الطبية الجافة تضمن لمدة عام فقط.
ونوه كذلك الى ان هناك الكثير من النباتات الطبية الموجودة في فلسطين مهددة بالانقراض ، لذلك يجب عدم التقاط هذه الأعشاب في كل مرة من الأراضي ذاتها، وهذه المسؤولية تقع على عاتق وزارة الزراعة للحد من جمع هذه الاعشاب دون ترخيص مسبق من الوزارة . ومن هذه الاعشاب العادر (الليفدرة ) والحنضل والداتورة ( البرش ) والعاقول .
ونبه الى أنه لا يجوز استخدام هذه الاعشاب الا بمشورة طبية ، فالناس الذين يستخدمونها لعلاج بعض الامراض وخاصة الحوامل ، عليهم ابلاغ الطبيب خوفا من حصول تفاعلات وتضارب بينها وبين الادوية المستخدمة.
وفي بداية الخمسينات وخاصة بعد اكتشاف البنسلين ، اهتم البحث العلمي وشركات تصنيع الدواء بأمور تصنيعه ، ولكن بعد ذلك تبين ان الاهتمام بالنباتات الطبية يعود بالفائدة اكثر على هذه الشركات وذلك لان النبات الواحد قد يحتوي على اكثر من 200 مادة فعالة.
فالحبة السوداء ( القزحة ) مثلاً تحتوي على نسب عالية من البروتينات وتستعمل في كثير من مستحضرات الطب الشعبي ، بالاضافة الى كون زيتها مغذي للشعر ويساعد في علاج امراض الجلد . كذلك نبات الونكة الذي يحتوي 100 نوع من المواد الفعالة التي تساعد في علاج السرطانات.
وفي الآونة الاخيرة، ظهرت ابحاث تدل على ان المواد الفعالة الموجودة في الاعشاب التي تؤخذ مجتمعة فأنها تحدث آثاراً جانبية ضارة بصورة بسيطة مقارنة مع الادوية المحضرة في المختبر والتي قد تسبب بعض الاثار الجانبية الشديدة التي تستدعي عندها التوقف عن تناول هذا الدواء ، لذلك هناك ضرورة لجمع النباتات الفلسطينية الطبية ، وتصنيفها حسب الفائدة والعائلة النباتية ، كذلك ضرورة اجراء دراسات زراعية عليها ، وضرورة تنوع زراعة الاعشاب الطبية لانها قد تكون محاصيل اقتصادية.
ورحب د. مسمار بفكرة انشاء كليات تدرس الطب العربي او الطب الشعبي وذلك لاهميتها الكبيرة ، بالاضافة الى كون المعلومات التي انتقلت من جيل الى جيل قيمة ومهمة وعلينا حفظها وتدوينها خوفا من الضياع.
واذا ما تم انشاء كليات بهذا الخصوص فانه يمكن استعمال النباتات على اسس علمية وبالتالي ابعاد الشعوذة عن هذه المهنة.
ولكون الطب العربي هو طبي شعبي فقد جرى انتشار العطارين في انحاء مختلفة في فلسطين منذ زمن بعيد.
ابو زهير العبوة (60 عاماً) هو احد العطارين في مدينة نابلس والذي مارس المهنة منذ ان كان صغيراً ، ونقل مهنته عن ابيه واجداده.
يقول ابو زهير ان مهنة العطارة مهنة صعبة تحتاج من سبعة الى ثمانية سنوات من العمل والجهد والمتابعة ، ولا تقف عند هذا الحد بل يجب على العطار ملاحقة كل ما هو جديد في عالم الاعشاب، ومطالعة الكتب التي تختص بالاعشاب، فمثلا عندي كتاب ورثته عن جدي الاول وكذلك كتاب مخطط يزيد عمره عن 300 عاماً مطبوع عمره 100 عام وانا دائم القراءة لهما .
واشار ابو زهير الى كون العطارة لا تعني الطب فهي تساهم في تخفيف بعض الامراض ولكنها ليست بديلا عن الدواء . وهي الان اصبحت تدرس في الجامعات وهذا شيء مفرح .
يتناقل الأبناء عن الاجداد الكثير من المهن والحرف التي يزالون يعملون بها حتى يومنا هذا وان قل شأنها مقارنة بالماضي . ولعل أبرز هذه المهن في مدينة نابلس واقدمها على حد سواء هي مهنة "العطارة" او "الطب الشعبي" كما يحلو للبعض تسميتها .
وتضم العطارة الكثير من الاعشاب الطبية المعروفة لدى الناس ، او غير المعروفة في فلسطين ، اضافة الى الاعشاب الطبية الموجودة في كثير من بلدان العالم.
في فلسطين 320 نبتة طبية يتم استخدامها في الطب الشعبي ، علاوة على 300 نبتة تجلب من الهند وسوريا والعراق والمغرب ، فكل نبات طبي له استخدام طبي معين.
وقد يكون للنبات الطبي الواحد اكثر من استخدام ، ويمكن استخدام مزيج من الاعشاب لعلاج مرض واحد في الطب الشعبي.
ولأن النباتات الطبية لها فوائد ومضار، فقد تم دمجها بالعلم الحديث للكشف عن هذه الفوائد والمضار والذي لا يتحقق الا عند دراستها من ناحية علمية.
يقول د. محمد مسمار المحاضر في جامعة النجاح الوطنية ، هناك مساقان عن النباتات الطبية يدرسان في كلية الصيدلة. الاول يسمى "العقاقير" والذي يدرس المواد الفعالة الموجودة في النباتات الطبية التي تنمو في فلسطين وتميزها من ناحية شكلها الظاهري ومحتواها الكيماوي والطبي ، اما الثاني هو "كيمياء النباتات الطبية" وهو مكمل للمساق الاول حيث يهتم بدراسة نسب المواد الفعالة في كل نبات وكيفية فصلها والتعرف عليها.
واشار د . مسمار الى الشروط التي يجب توافرها حتى نحقق الفائدة المرجوة من الاعشاب الطبية وهي : جمع الاعشاب الطبية بواسطة انسان خبير بها، وان تكون الاعشاب طبيعية غير مغشوشة، بالاضافة الى ضرورة تجفيفها بالظل لان تعرضها للشمس يؤدي الى حدوث تفاعلات كيماوية تؤثر على الفائدة المرجوة منها ، كذلك ضرورة حفظها بعيدا عن الرطوبة . منبها الى ان المادة الفعالة الموجودة في الاعشاب الطبية الجافة تضمن لمدة عام فقط.
ونوه كذلك الى ان هناك الكثير من النباتات الطبية الموجودة في فلسطين مهددة بالانقراض ، لذلك يجب عدم التقاط هذه الأعشاب في كل مرة من الأراضي ذاتها، وهذه المسؤولية تقع على عاتق وزارة الزراعة للحد من جمع هذه الاعشاب دون ترخيص مسبق من الوزارة . ومن هذه الاعشاب العادر (الليفدرة ) والحنضل والداتورة ( البرش ) والعاقول .
ونبه الى أنه لا يجوز استخدام هذه الاعشاب الا بمشورة طبية ، فالناس الذين يستخدمونها لعلاج بعض الامراض وخاصة الحوامل ، عليهم ابلاغ الطبيب خوفا من حصول تفاعلات وتضارب بينها وبين الادوية المستخدمة.
وفي بداية الخمسينات وخاصة بعد اكتشاف البنسلين ، اهتم البحث العلمي وشركات تصنيع الدواء بأمور تصنيعه ، ولكن بعد ذلك تبين ان الاهتمام بالنباتات الطبية يعود بالفائدة اكثر على هذه الشركات وذلك لان النبات الواحد قد يحتوي على اكثر من 200 مادة فعالة.
فالحبة السوداء ( القزحة ) مثلاً تحتوي على نسب عالية من البروتينات وتستعمل في كثير من مستحضرات الطب الشعبي ، بالاضافة الى كون زيتها مغذي للشعر ويساعد في علاج امراض الجلد . كذلك نبات الونكة الذي يحتوي 100 نوع من المواد الفعالة التي تساعد في علاج السرطانات.
وفي الآونة الاخيرة، ظهرت ابحاث تدل على ان المواد الفعالة الموجودة في الاعشاب التي تؤخذ مجتمعة فأنها تحدث آثاراً جانبية ضارة بصورة بسيطة مقارنة مع الادوية المحضرة في المختبر والتي قد تسبب بعض الاثار الجانبية الشديدة التي تستدعي عندها التوقف عن تناول هذا الدواء ، لذلك هناك ضرورة لجمع النباتات الفلسطينية الطبية ، وتصنيفها حسب الفائدة والعائلة النباتية ، كذلك ضرورة اجراء دراسات زراعية عليها ، وضرورة تنوع زراعة الاعشاب الطبية لانها قد تكون محاصيل اقتصادية.
ورحب د. مسمار بفكرة انشاء كليات تدرس الطب العربي او الطب الشعبي وذلك لاهميتها الكبيرة ، بالاضافة الى كون المعلومات التي انتقلت من جيل الى جيل قيمة ومهمة وعلينا حفظها وتدوينها خوفا من الضياع.
واذا ما تم انشاء كليات بهذا الخصوص فانه يمكن استعمال النباتات على اسس علمية وبالتالي ابعاد الشعوذة عن هذه المهنة.
ولكون الطب العربي هو طبي شعبي فقد جرى انتشار العطارين في انحاء مختلفة في فلسطين منذ زمن بعيد.
ابو زهير العبوة (60 عاماً) هو احد العطارين في مدينة نابلس والذي مارس المهنة منذ ان كان صغيراً ، ونقل مهنته عن ابيه واجداده.
يقول ابو زهير ان مهنة العطارة مهنة صعبة تحتاج من سبعة الى ثمانية سنوات من العمل والجهد والمتابعة ، ولا تقف عند هذا الحد بل يجب على العطار ملاحقة كل ما هو جديد في عالم الاعشاب، ومطالعة الكتب التي تختص بالاعشاب، فمثلا عندي كتاب ورثته عن جدي الاول وكذلك كتاب مخطط يزيد عمره عن 300 عاماً مطبوع عمره 100 عام وانا دائم القراءة لهما .
واشار ابو زهير الى كون العطارة لا تعني الطب فهي تساهم في تخفيف بعض الامراض ولكنها ليست بديلا عن الدواء . وهي الان اصبحت تدرس في الجامعات وهذا شيء مفرح .
وتضم العطارة الكثير من الاعشاب الطبية المعروفة لدى الناس ، او غير المعروفة في فلسطين ، اضافة الى الاعشاب الطبية الموجودة في كثير من بلدان العالم.
في فلسطين 320 نبتة طبية يتم استخدامها في الطب الشعبي ، علاوة على 300 نبتة تجلب من الهند وسوريا والعراق والمغرب ، فكل نبات طبي له استخدام طبي معين.
وقد يكون للنبات الطبي الواحد اكثر من استخدام ، ويمكن استخدام مزيج من الاعشاب لعلاج مرض واحد في الطب الشعبي.
ولأن النباتات الطبية لها فوائد ومضار، فقد تم دمجها بالعلم الحديث للكشف عن هذه الفوائد والمضار والذي لا يتحقق الا عند دراستها من ناحية علمية.
يقول د. محمد مسمار المحاضر في جامعة النجاح الوطنية ، هناك مساقان عن النباتات الطبية يدرسان في كلية الصيدلة. الاول يسمى "العقاقير" والذي يدرس المواد الفعالة الموجودة في النباتات الطبية التي تنمو في فلسطين وتميزها من ناحية شكلها الظاهري ومحتواها الكيماوي والطبي ، اما الثاني هو "كيمياء النباتات الطبية" وهو مكمل للمساق الاول حيث يهتم بدراسة نسب المواد الفعالة في كل نبات وكيفية فصلها والتعرف عليها.
واشار د . مسمار الى الشروط التي يجب توافرها حتى نحقق الفائدة المرجوة من الاعشاب الطبية وهي : جمع الاعشاب الطبية بواسطة انسان خبير بها، وان تكون الاعشاب طبيعية غير مغشوشة، بالاضافة الى ضرورة تجفيفها بالظل لان تعرضها للشمس يؤدي الى حدوث تفاعلات كيماوية تؤثر على الفائدة المرجوة منها ، كذلك ضرورة حفظها بعيدا عن الرطوبة . منبها الى ان المادة الفعالة الموجودة في الاعشاب الطبية الجافة تضمن لمدة عام فقط.
ونوه كذلك الى ان هناك الكثير من النباتات الطبية الموجودة في فلسطين مهددة بالانقراض ، لذلك يجب عدم التقاط هذه الأعشاب في كل مرة من الأراضي ذاتها، وهذه المسؤولية تقع على عاتق وزارة الزراعة للحد من جمع هذه الاعشاب دون ترخيص مسبق من الوزارة . ومن هذه الاعشاب العادر (الليفدرة ) والحنضل والداتورة ( البرش ) والعاقول .
ونبه الى أنه لا يجوز استخدام هذه الاعشاب الا بمشورة طبية ، فالناس الذين يستخدمونها لعلاج بعض الامراض وخاصة الحوامل ، عليهم ابلاغ الطبيب خوفا من حصول تفاعلات وتضارب بينها وبين الادوية المستخدمة.
وفي بداية الخمسينات وخاصة بعد اكتشاف البنسلين ، اهتم البحث العلمي وشركات تصنيع الدواء بأمور تصنيعه ، ولكن بعد ذلك تبين ان الاهتمام بالنباتات الطبية يعود بالفائدة اكثر على هذه الشركات وذلك لان النبات الواحد قد يحتوي على اكثر من 200 مادة فعالة.
فالحبة السوداء ( القزحة ) مثلاً تحتوي على نسب عالية من البروتينات وتستعمل في كثير من مستحضرات الطب الشعبي ، بالاضافة الى كون زيتها مغذي للشعر ويساعد في علاج امراض الجلد . كذلك نبات الونكة الذي يحتوي 100 نوع من المواد الفعالة التي تساعد في علاج السرطانات.
وفي الآونة الاخيرة، ظهرت ابحاث تدل على ان المواد الفعالة الموجودة في الاعشاب التي تؤخذ مجتمعة فأنها تحدث آثاراً جانبية ضارة بصورة بسيطة مقارنة مع الادوية المحضرة في المختبر والتي قد تسبب بعض الاثار الجانبية الشديدة التي تستدعي عندها التوقف عن تناول هذا الدواء ، لذلك هناك ضرورة لجمع النباتات الفلسطينية الطبية ، وتصنيفها حسب الفائدة والعائلة النباتية ، كذلك ضرورة اجراء دراسات زراعية عليها ، وضرورة تنوع زراعة الاعشاب الطبية لانها قد تكون محاصيل اقتصادية.
ورحب د. مسمار بفكرة انشاء كليات تدرس الطب العربي او الطب الشعبي وذلك لاهميتها الكبيرة ، بالاضافة الى كون المعلومات التي انتقلت من جيل الى جيل قيمة ومهمة وعلينا حفظها وتدوينها خوفا من الضياع.
واذا ما تم انشاء كليات بهذا الخصوص فانه يمكن استعمال النباتات على اسس علمية وبالتالي ابعاد الشعوذة عن هذه المهنة.
ولكون الطب العربي هو طبي شعبي فقد جرى انتشار العطارين في انحاء مختلفة في فلسطين منذ زمن بعيد.
ابو زهير العبوة (60 عاماً) هو احد العطارين في مدينة نابلس والذي مارس المهنة منذ ان كان صغيراً ، ونقل مهنته عن ابيه واجداده.
يقول ابو زهير ان مهنة العطارة مهنة صعبة تحتاج من سبعة الى ثمانية سنوات من العمل والجهد والمتابعة ، ولا تقف عند هذا الحد بل يجب على العطار ملاحقة كل ما هو جديد في عالم الاعشاب، ومطالعة الكتب التي تختص بالاعشاب، فمثلا عندي كتاب ورثته عن جدي الاول وكذلك كتاب مخطط يزيد عمره عن 300 عاماً مطبوع عمره 100 عام وانا دائم القراءة لهما .
واشار ابو زهير الى كون العطارة لا تعني الطب فهي تساهم في تخفيف بعض الامراض ولكنها ليست بديلا عن الدواء . وهي الان اصبحت تدرس في الجامعات وهذا شيء مفرح .
0 التعليقات:
إرسال تعليق