رغم تعرضها للدمار الشديد أثناء الحرب العالمية الثانية، وزوال أكثر من 85 في المائة من مبانيها، إلا أنها تعافت بشكل مذهل من تلك الأضرار الجسيمة التي لحقت بها، وباتت واحده من المدن الحديثة التي تحظى بأهمية وإثارة على الصعيدين الثقافي والتاريخي على حدٍ سواء.
“وارسو”- العاصمة البولندية – واحدة من أكبر 10 مدن في أوروبا من حيث عدد السكان، حيث يبلغ عدد سكانها 2.6 مليون نسمة، وتبلغ مساحتها حوالي 516.9 كيلومتر مربع، وتقع على ضفاف نهر”فيستولا” على بعد حوالي 300 كيلومتر من “جبال الكاربات”، ويبلغ متوسط ارتفاع المدينة 100 متر فوق مستوى سطح البحر، وتُغطي المساحات الخضراء حوالي 40 في المائة من سطح المدينة.
وعلى مر العصور شهدت العاصمة البولندية الكثير من الأحداث المؤسفة، إلا أنها في كل مرة تلتقط أنفاسها، وتُعاود بناء نفسها بشكل مثير للإعجاب؛ ففي أوائل القرن الرابع عشر وُضع حجر أساسها كقرية صيد صغيرة، وفي عام 1529م أصبحت لأول مرة مقراً لمجلس النواب العام، ثم أصبحت عاصمة للكومنولث عام 1596م، إلى أن جاءت الحرب العالمية الثانية فحل الدمار على وارسو، ودُمرت معظم مبانيها، ولكن لأنها “وارسو العنيدة”، عادت قوية وأفضل مما كانت عليه حتى صارت تُلقب بالعنقاء في إشارة إلى الطائر الخرافي الذي ينبعث من الرماد، وحالياً هي من أجمل وأفضل مدن أوروبا، يتردد اسمها هذه الأيام في كثير من أنحاء العالم حيث تستضيف بولندا مع أوكرانيا فعاليات كأس أوروبا 2012 لكرة القدم.
وتتمتع وارسو بمناخ قاري رطب يميل دائماً للبرودة معظم أوقات العام، ولكن في ذروة الموسم السياحي ابتداءً من مايو وحتى أكتوبر من كل عام، يكون الطقس في أفضل حالاته.
وتمتلك وارسو نظاماً متميزاً لوسائل النقل العامة، ويقدر بنحو 200 خطاً للحافلات و30 خطاً لعربات الترام، وأيضاً شبكة قطارات ضخمة تربطها بباقي المدن البولندية، كما يوجد بها نظاماً للمترو هو الأحدث في القارة العجوز، يعمل طوال أيام الأسبوع من الصباح الباكر وحتى منتصف الليل، ما عدا يومي الجمعة والسبت يعمل حتى الثالثة بعد منتصف الليل. ويعد “مترو وارسو” تحفة فنية فريدة من نوعها، وافتتح أول خطوطه عام 1995م، حينها ضم 11 محطة فقط ، أما الآن فتعمل 21 محطة على مسافة 23 كيلومتر تغطي معظم أنحاء المدينة.
ومنذ زمن بعيد وحتى الآن، تحظى مدينة وارسو بمكانة ثقافية بارزة لكثرة مبانيها آثارها التاريخية ومتاحفها وما مر عليها من أحداث، ومنها:
القلعة الملكية (The Royal Castle):
إحدى القلاع التاريخية بوارسو، وتطل مباشرة على نهر فيستولا، وتمثل الوحدة البولندية ورمز للماضي المجيد وقوة الدولة، وشأنها شأن الكثير من المباني البولندية دُمرت وطُمست معالمها من قبل الألمان خلال الحرب، وأعيد بناؤها بنفس الشكل القديم بين عامي 1971- 1984م، ومن ذلك الحين وهي مزاراً رائعاً لجميع السائحين، حيث تعتبر فرصة رائعة للتعرف على الحياة الملكية بشكلها القديم.
المتحف الوطني
يرجع تاريخ إنشاء المتحف الوطني The National Museum إلى 20 مايو 1862م، وسُمي آنذاك “متحف الفنون الجميلة “، إلى أن تم تغيير الاسم عام 1916م، ويعتبر واحداً من أهم وأقدم متاحف بولندا على الإطلاق، حيث ظل صامداً محافظاً على كثير من مقتنياته الفريدة وقت الحرب العالمية الثانية، ومع ذلك تعرض للكثير من النهب والسلب من جانب الجنود الألمان، حيث بلغ إجمالي القطع المفقودة 5 آلاف قطعة فنية، أما الآن فيحتوي على 780 ألف قطعة فنية، معظمها من الفن القديم، الفن المصري واليوناني والروماني، وتُعرض في 14 قاعة دائمة، بجانب بعض العروض المؤقتة، وغرف المطالعة والقراءة الخاصة.
قصر الثقافة والعلوم
أعلى مباني العاصمة البولندية؛ حيث يبلغ ارتفاعه حوالي 230 متر، ويتكون من 42 طابق، ويضم العديد من دور العرض والمسارح والمتاحف والمكتبات وصالة كبيرة للمؤتمرات.
وافتتح قصر الثقافة والعلوم Palace of Culture and Science عام 1955 م، كهدية للشعب البولندي من قِبل الإتحاد السوفيتي، ولذلك يعتبره كثير من البولنديين رمزاً للهيمنة والاضطهاد السوفيتي، وأعدت الكثير من المخططات لهدمه، ولكنها فشلت بسبب التكلفة الباهظة لعملية الهدم.
ومن جهة أخرى تحيط بالمبني منطقة واسعة يتجمع فيها الجماهير لمشاهدة الأحداث الرياضية على شاشات عرض كبيرة، كما تستخدم في إقامة بعض الحفلات الغنائية والثقافية والاجتماعية.
متحف وارسو للتكنولوجيا
يوجد هذا المتحف داخل قصر الثقافة والعلوم بوارسو، فُتح أبوابه عام 1955م، ويعرض مقتنيات تكنولوجية نادرة لمختلف المجالات، ففي مجال النقل يعرض سيارات ودرجات نارية وشاحنات يرجع تاريخُها إلى أوائل القرن التاسع عشر، وفي مجال التعدين يعرض أدوات نادرة لعمليات الحفر واستخراج الفحم، كما يحتوي على عينات من معادن مختلفة، وفي مجال الموسيقى يعرض الكثير من آلات الموسيقي التي ترجع للقرن التاسع عشر والعديد من المقتنيات في مختلف المجالات.
كاتدرائية سانت جون
واحدة من أقدم الكنائس في وارسو، وبُنيت في القرن الرابع عشر، ثم أُعيد تصميمُها عدة مرات، حتى حصلت على شكلها الحالي في القرن التاسع عشر وتعرضت للدمار الشديد أثناء الحرب العالمية الثانية، واُستخدمت الكاتدرائية في تتويج الملك البولندي الراحل “ستانيسلاف الثاني” عام 1764، وأيضاً لأداء اليمين الدستورية لمجلس النواب البولندي بعد دستور عام 1791، كما تم ترقيتها من كنيسة الرعية إلى الكاتدرائية وذلك عام 1798.
متحف الدولة الإثنوغرافي
هو أقدم متحف من نوعه في بولندا، تأسس عام 1888م، ويجمع نماذج من الثقافات الشعبية البولندية والدولية المختلفة، والتي يبلغ عددها أكثر من 80 ألف قطعة، 70 في المائة منها بولندي وأوروبي، والباقي من مختلف الثقافات بالعالم، سواء كانت إفريقية أو أمريكية أو أسيوية.
متحف شوبان
هو أحد متاحف أوربا الحديثة؛ حيث افتتح عام 2010م، وبلغت مساحته حوالي 4600 م2، ويعد هذا متحف شوبان Chopin Museum إهداء للمؤلف الموسيقي وعازف البيانو شوبان، الذي يعتبر من أهم الموسيقيين في التاريخ. ويسعي المتحف إلى جعل زائريه ينغمسون في عالم “شوبان وموسيقاه” بفضل تكنولوجيا بصرية وسمعية وتفاعلية متطورة، كما يضم مجموعة كبيرة من متعلقات شوبان من مخطوطات ونسخ أصلية من أعماله، ورسائل ووثائق مختلفة، فضلاً عن بورتريهات وأعمال سيرة ذاتية ومقتنيات شخصية، كما يشمل المتحف على نسخه مطابقة لغرفة “شوبان” في مسقط رأسه في مدينة “زيلازوفا فولا” التي تقع بالقرب من وارسو العاصمة.
متحف سجن باوياك (Pawiak Prison Museum)
هو أحد فروع متحف الاستقلال، وافتتح عام 1965، وقديماً كان مقراً لسجن وتعذيب أعداء قيصر روسيا، ومن ثم أصبح من معاقل جهاز “الجيستابو” أو البوليس السري الألماني خلال الحرب العالمية، وفي الفترة من 1939- 1944 استقبل حوالي 100 ألف سجين، وشهد إعدام 37 ألف معتقلا، وحاول النازيون تدميره عام 1944، إلا أن بعض معالمه لازالت موجودة حتى الآن، كما تم ترميم بعض أجزائه، حتى أصبح واحداً من السجون النادرة التي تحولت إلي متاحف في العالم.
المتحف الوطني للآثار
تم افتتاحه عام 1923م، ولكن يعود تاريخ المبني إلى القرن السابع عشر، حينها كان مقراً لترسانة الأسلحة الملكية، وقد تم تصميمه على الطراز الباروكي الفرنسي، ويعد أهم الصروح التاريخية ببولندا.
ويضم المتحف الوطني للآثار National Archaeological Museum حالياً العديد من الأقسام، مثل قسم آثار العصر الحجري، الذي يشمل على عدد كبير من الأدوات الحجرية و المعدنية، بالإضافة إلى بعض المشغولات العاجية والحلي الخزفية التي تعود إلى العصرين البرونزي والحديدي، وقسم آخر يحتوي على آثار العصور الوسطى ببولندا، فيشمل مجموعة كبيرة من قطع الركام الأثري للعديد من الحصون و المقابر الملكية، علاوة على مجموعة من الأسلحة والحلي المعدنية، كما يوجد قسم آخر للعملات الأثرية يستعرض شتى أشكال العملات التي ظهرت في عصور مختلفة من تاريخ بولندا.
وبشكل عام فإن المتحف يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية من مختلف العصور، معظمها قطع أثرية بولندية، ولكن يوجد أيضاً بالمتحف العديد من الآثار المأخوذة من شتي أنحاء العالم.
متحف آسيا والمحيط الهادي
تأسس عام 1973م، ويحتوي على أكثر من 18 ألف قطعة فنية أسيوية من أفغانستان والهند ونيبال ومنغوليا والصين وغيرها، التي أهداها ” اندريه فافشينياك” للشعب البولندي من مقتنياته الخاصة.
وليس المتاحف والآثار التاريخية فقط هي ما يميز وارسو، ففيها العديد من الحدائق والمتنزهات العامة. وفي غضون عام 1834م، استولت الحكومة الروسية على معظم أراضي وارسو، ثم دمرت الحرب العالمية الثانية مُعظم البنية التحتية من طرق ومباني ومتنزهات وغيرها، إلى أن استردت بولندا أراضيها، ومن ثم استعادت الحدائق والمتنزهات العامة بريقها، وذلك بإضافة الكثير من النباتات المتميزة، ومن أهم حدائق وارسو حدائق ساكسون و منتزه الحمامات الملكية و منتزه أويازدو و غابة كاباكي الساحرة و حديقة حيوان وارسو العريقة.
وتعد وارسو من المدن الثرية بالجامعات والمطاعم والفنادق والمكتبات ومراكز التسوق وملاعب كرة القدم وغيرها من سبل الراحة التي يبحث عنها كثير من السائحين، كما يوجد بها مبني “أوبرا وارسو”، الذي يُعد الأكبر والأكثر روعة في أوروبا.
وتستضيف العاصمة البولندية، بجانب الأعياد الدينية، كثير من المهرجانات على مدار العام مثل مهرجان موزارت، مهرجان الجاز في الصيف، مهرجان شوبان وموسيقاه، المهرجان الدولي للموسيقي المعاصرة، مهرجان وارسو السينمائي الدولي، والذكرى السنوية لانتفاضة وارسو عام 1944.
رغم تعرضها للدمار الشديد أثناء الحرب العالمية الثانية، وزوال أكثر من 85 في المائة من مبانيها، إلا أنها تعافت بشكل مذهل من تلك الأضرار الجسيمة التي لحقت بها، وباتت واحده من المدن الحديثة التي تحظى بأهمية وإثارة على الصعيدين الثقافي والتاريخي على حدٍ سواء.
“وارسو”- العاصمة البولندية – واحدة من أكبر 10 مدن في أوروبا من حيث عدد السكان، حيث يبلغ عدد سكانها 2.6 مليون نسمة، وتبلغ مساحتها حوالي 516.9 كيلومتر مربع، وتقع على ضفاف نهر”فيستولا” على بعد حوالي 300 كيلومتر من “جبال الكاربات”، ويبلغ متوسط ارتفاع المدينة 100 متر فوق مستوى سطح البحر، وتُغطي المساحات الخضراء حوالي 40 في المائة من سطح المدينة.
وعلى مر العصور شهدت العاصمة البولندية الكثير من الأحداث المؤسفة، إلا أنها في كل مرة تلتقط أنفاسها، وتُعاود بناء نفسها بشكل مثير للإعجاب؛ ففي أوائل القرن الرابع عشر وُضع حجر أساسها كقرية صيد صغيرة، وفي عام 1529م أصبحت لأول مرة مقراً لمجلس النواب العام، ثم أصبحت عاصمة للكومنولث عام 1596م، إلى أن جاءت الحرب العالمية الثانية فحل الدمار على وارسو، ودُمرت معظم مبانيها، ولكن لأنها “وارسو العنيدة”، عادت قوية وأفضل مما كانت عليه حتى صارت تُلقب بالعنقاء في إشارة إلى الطائر الخرافي الذي ينبعث من الرماد، وحالياً هي من أجمل وأفضل مدن أوروبا، يتردد اسمها هذه الأيام في كثير من أنحاء العالم حيث تستضيف بولندا مع أوكرانيا فعاليات كأس أوروبا 2012 لكرة القدم.
وتتمتع وارسو بمناخ قاري رطب يميل دائماً للبرودة معظم أوقات العام، ولكن في ذروة الموسم السياحي ابتداءً من مايو وحتى أكتوبر من كل عام، يكون الطقس في أفضل حالاته.
وتمتلك وارسو نظاماً متميزاً لوسائل النقل العامة، ويقدر بنحو 200 خطاً للحافلات و30 خطاً لعربات الترام، وأيضاً شبكة قطارات ضخمة تربطها بباقي المدن البولندية، كما يوجد بها نظاماً للمترو هو الأحدث في القارة العجوز، يعمل طوال أيام الأسبوع من الصباح الباكر وحتى منتصف الليل، ما عدا يومي الجمعة والسبت يعمل حتى الثالثة بعد منتصف الليل. ويعد “مترو وارسو” تحفة فنية فريدة من نوعها، وافتتح أول خطوطه عام 1995م، حينها ضم 11 محطة فقط ، أما الآن فتعمل 21 محطة على مسافة 23 كيلومتر تغطي معظم أنحاء المدينة.
ومنذ زمن بعيد وحتى الآن، تحظى مدينة وارسو بمكانة ثقافية بارزة لكثرة مبانيها آثارها التاريخية ومتاحفها وما مر عليها من أحداث، ومنها:
القلعة الملكية (The Royal Castle):
إحدى القلاع التاريخية بوارسو، وتطل مباشرة على نهر فيستولا، وتمثل الوحدة البولندية ورمز للماضي المجيد وقوة الدولة، وشأنها شأن الكثير من المباني البولندية دُمرت وطُمست معالمها من قبل الألمان خلال الحرب، وأعيد بناؤها بنفس الشكل القديم بين عامي 1971- 1984م، ومن ذلك الحين وهي مزاراً رائعاً لجميع السائحين، حيث تعتبر فرصة رائعة للتعرف على الحياة الملكية بشكلها القديم.
المتحف الوطني
يرجع تاريخ إنشاء المتحف الوطني The National Museum إلى 20 مايو 1862م، وسُمي آنذاك “متحف الفنون الجميلة “، إلى أن تم تغيير الاسم عام 1916م، ويعتبر واحداً من أهم وأقدم متاحف بولندا على الإطلاق، حيث ظل صامداً محافظاً على كثير من مقتنياته الفريدة وقت الحرب العالمية الثانية، ومع ذلك تعرض للكثير من النهب والسلب من جانب الجنود الألمان، حيث بلغ إجمالي القطع المفقودة 5 آلاف قطعة فنية، أما الآن فيحتوي على 780 ألف قطعة فنية، معظمها من الفن القديم، الفن المصري واليوناني والروماني، وتُعرض في 14 قاعة دائمة، بجانب بعض العروض المؤقتة، وغرف المطالعة والقراءة الخاصة.
قصر الثقافة والعلوم
أعلى مباني العاصمة البولندية؛ حيث يبلغ ارتفاعه حوالي 230 متر، ويتكون من 42 طابق، ويضم العديد من دور العرض والمسارح والمتاحف والمكتبات وصالة كبيرة للمؤتمرات.
وافتتح قصر الثقافة والعلوم Palace of Culture and Science عام 1955 م، كهدية للشعب البولندي من قِبل الإتحاد السوفيتي، ولذلك يعتبره كثير من البولنديين رمزاً للهيمنة والاضطهاد السوفيتي، وأعدت الكثير من المخططات لهدمه، ولكنها فشلت بسبب التكلفة الباهظة لعملية الهدم.
ومن جهة أخرى تحيط بالمبني منطقة واسعة يتجمع فيها الجماهير لمشاهدة الأحداث الرياضية على شاشات عرض كبيرة، كما تستخدم في إقامة بعض الحفلات الغنائية والثقافية والاجتماعية.
متحف وارسو للتكنولوجيا
يوجد هذا المتحف داخل قصر الثقافة والعلوم بوارسو، فُتح أبوابه عام 1955م، ويعرض مقتنيات تكنولوجية نادرة لمختلف المجالات، ففي مجال النقل يعرض سيارات ودرجات نارية وشاحنات يرجع تاريخُها إلى أوائل القرن التاسع عشر، وفي مجال التعدين يعرض أدوات نادرة لعمليات الحفر واستخراج الفحم، كما يحتوي على عينات من معادن مختلفة، وفي مجال الموسيقى يعرض الكثير من آلات الموسيقي التي ترجع للقرن التاسع عشر والعديد من المقتنيات في مختلف المجالات.
كاتدرائية سانت جون
واحدة من أقدم الكنائس في وارسو، وبُنيت في القرن الرابع عشر، ثم أُعيد تصميمُها عدة مرات، حتى حصلت على شكلها الحالي في القرن التاسع عشر وتعرضت للدمار الشديد أثناء الحرب العالمية الثانية، واُستخدمت الكاتدرائية في تتويج الملك البولندي الراحل “ستانيسلاف الثاني” عام 1764، وأيضاً لأداء اليمين الدستورية لمجلس النواب البولندي بعد دستور عام 1791، كما تم ترقيتها من كنيسة الرعية إلى الكاتدرائية وذلك عام 1798.
متحف الدولة الإثنوغرافي
هو أقدم متحف من نوعه في بولندا، تأسس عام 1888م، ويجمع نماذج من الثقافات الشعبية البولندية والدولية المختلفة، والتي يبلغ عددها أكثر من 80 ألف قطعة، 70 في المائة منها بولندي وأوروبي، والباقي من مختلف الثقافات بالعالم، سواء كانت إفريقية أو أمريكية أو أسيوية.
متحف شوبان
هو أحد متاحف أوربا الحديثة؛ حيث افتتح عام 2010م، وبلغت مساحته حوالي 4600 م2، ويعد هذا متحف شوبان Chopin Museum إهداء للمؤلف الموسيقي وعازف البيانو شوبان، الذي يعتبر من أهم الموسيقيين في التاريخ. ويسعي المتحف إلى جعل زائريه ينغمسون في عالم “شوبان وموسيقاه” بفضل تكنولوجيا بصرية وسمعية وتفاعلية متطورة، كما يضم مجموعة كبيرة من متعلقات شوبان من مخطوطات ونسخ أصلية من أعماله، ورسائل ووثائق مختلفة، فضلاً عن بورتريهات وأعمال سيرة ذاتية ومقتنيات شخصية، كما يشمل المتحف على نسخه مطابقة لغرفة “شوبان” في مسقط رأسه في مدينة “زيلازوفا فولا” التي تقع بالقرب من وارسو العاصمة.
متحف سجن باوياك (Pawiak Prison Museum)
هو أحد فروع متحف الاستقلال، وافتتح عام 1965، وقديماً كان مقراً لسجن وتعذيب أعداء قيصر روسيا، ومن ثم أصبح من معاقل جهاز “الجيستابو” أو البوليس السري الألماني خلال الحرب العالمية، وفي الفترة من 1939- 1944 استقبل حوالي 100 ألف سجين، وشهد إعدام 37 ألف معتقلا، وحاول النازيون تدميره عام 1944، إلا أن بعض معالمه لازالت موجودة حتى الآن، كما تم ترميم بعض أجزائه، حتى أصبح واحداً من السجون النادرة التي تحولت إلي متاحف في العالم.
المتحف الوطني للآثار
تم افتتاحه عام 1923م، ولكن يعود تاريخ المبني إلى القرن السابع عشر، حينها كان مقراً لترسانة الأسلحة الملكية، وقد تم تصميمه على الطراز الباروكي الفرنسي، ويعد أهم الصروح التاريخية ببولندا.
ويضم المتحف الوطني للآثار National Archaeological Museum حالياً العديد من الأقسام، مثل قسم آثار العصر الحجري، الذي يشمل على عدد كبير من الأدوات الحجرية و المعدنية، بالإضافة إلى بعض المشغولات العاجية والحلي الخزفية التي تعود إلى العصرين البرونزي والحديدي، وقسم آخر يحتوي على آثار العصور الوسطى ببولندا، فيشمل مجموعة كبيرة من قطع الركام الأثري للعديد من الحصون و المقابر الملكية، علاوة على مجموعة من الأسلحة والحلي المعدنية، كما يوجد قسم آخر للعملات الأثرية يستعرض شتى أشكال العملات التي ظهرت في عصور مختلفة من تاريخ بولندا.
وبشكل عام فإن المتحف يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية من مختلف العصور، معظمها قطع أثرية بولندية، ولكن يوجد أيضاً بالمتحف العديد من الآثار المأخوذة من شتي أنحاء العالم.
متحف آسيا والمحيط الهادي
تأسس عام 1973م، ويحتوي على أكثر من 18 ألف قطعة فنية أسيوية من أفغانستان والهند ونيبال ومنغوليا والصين وغيرها، التي أهداها ” اندريه فافشينياك” للشعب البولندي من مقتنياته الخاصة.
وليس المتاحف والآثار التاريخية فقط هي ما يميز وارسو، ففيها العديد من الحدائق والمتنزهات العامة. وفي غضون عام 1834م، استولت الحكومة الروسية على معظم أراضي وارسو، ثم دمرت الحرب العالمية الثانية مُعظم البنية التحتية من طرق ومباني ومتنزهات وغيرها، إلى أن استردت بولندا أراضيها، ومن ثم استعادت الحدائق والمتنزهات العامة بريقها، وذلك بإضافة الكثير من النباتات المتميزة، ومن أهم حدائق وارسو حدائق ساكسون و منتزه الحمامات الملكية و منتزه أويازدو و غابة كاباكي الساحرة و حديقة حيوان وارسو العريقة.
وتعد وارسو من المدن الثرية بالجامعات والمطاعم والفنادق والمكتبات ومراكز التسوق وملاعب كرة القدم وغيرها من سبل الراحة التي يبحث عنها كثير من السائحين، كما يوجد بها مبني “أوبرا وارسو”، الذي يُعد الأكبر والأكثر روعة في أوروبا.
وتستضيف العاصمة البولندية، بجانب الأعياد الدينية، كثير من المهرجانات على مدار العام مثل مهرجان موزارت، مهرجان الجاز في الصيف، مهرجان شوبان وموسيقاه، المهرجان الدولي للموسيقي المعاصرة، مهرجان وارسو السينمائي الدولي، والذكرى السنوية لانتفاضة وارسو عام 1944.
0 التعليقات:
إرسال تعليق