لمحبي العودة للاستمتاع برائحة وعبق الماضي، لاسيما الحافل بذكريات سطرتها معارك حربية شهيرة خلال العصر الحديث، فإن فرصة رائعة بات سانحة بين أيديهم الآن لتحقيق ذلك، عبر تجهيز حقائبهم وعدتهم والسفر لمقاطعة نورماندي الفرنسية.
وتقع مقاطعة نورماندي شمالي فرنسا، وتغطي مساحة قدرها 30.627 كيلومتر مربع، وتنقسم إدارياً إلى منطقتين؛ نورماندي العليا ونورماندي السفلى، كما تعتبر جزر القنال، ورغم تمتعها بالحكم الذاتي، جزءاً من نورماندي بحكم التاريخ والثقافة.
وتتكون نورماندي العليا من إقليميّ سين ماريتيم وأور، فيما تتكون نورماندي السفلى من أورني وكالفادوس والمانش. ولتلك المقاطعة قصة شهيرة إبان الحرب العالمية الثانية، حين اندلعت سلسلة من المعارك عام 1944 بين ألمانيا النازية وقوات الحلفاء، وقد تم حينها إنزال قوات أمريكية وبريطانية على شواطئ نورماندي، بمشاركة 6900 من السفن الحربية (منها 4100 سفينة إنزال)، و12 ألف طائرة حربية، ومليون جندي من قوات المظلات ومشاة البحرية، وقاد العملية الجنرال الأمريكي أيزنهاور، وتمكّن الحلفاء من احتلال الشاطئ، ثم أكملوا باتجاه مدينة برلين.
أما نورماندي العليا فتحوي مزيجاً رائعاً من المنتجعات البحرية والأنهار والأغادير والبساتين والمساحات الخضراء، ورغم أن الطقس هناك يتسم بأنه طقس مطير، إلا أن كثافة السكان تعتبر مرتفعة، ويتركز أكثر السكان الذين يقدر عددهم بحوالي مليون و800 ألف نسمة حول المدينتين الساحليتين دييب Dieppe ولو هافر Le Havre.
وتنتشر في نورماندي الأسوق التي تجذب انتباه الزائرين، الذين يفضلون المحاصيل الزراعية والأسماك الطازجة المعروضة هناك. وكذلك المنحدرات الشاهقة التي تضفي مزيداً من الروعة على المدن الواقعة على ساحل البحر، ومن بينها مدينة فيجا Vega، حيث يقال أن قطرات من دم المسيح قد تساقطت هناك في صورة إعجازية، وفيها دير للعبادة يستقطب الحجاج المسيحيين. ومن المدن الشهيرة أيضاً إتريتا Étretat التي تتميز بتكوينها الصخري كالأنفاق والقناطر خاصة التي تبرز من البحر مثل الإبرة.
وتحظى الأكواخ في تلك المنطقة بإقبال شديد من جانب المستثمرين الأجانب وسكان العاصمة الفرنسية باريس، حيث يسعون لشراء منزلهم الثاني في هذا المكان، وترتبط المنطقة جيداً بالمناطق الأخرى عبر الزوارق المائية كما أن نظام النقل الداخلي متطور جداً.
وتشتهر مقاطعة نورماندي بمنتجاتها من الألبان مثل الجبن والزبد، أما الأطباق الأساسية فهي المأكولات البحرية مثل المحار والكركند والمكاريل، حيث إنها تتواجد بوفرة هناك.
وباختصار يمكن القول إنه أينما تذهب في نورماندي، تجد المناظر الخلابة تحاصرك من كل اتجاه، ويتدفق بها نهر السين وعلى ضفافه التلال والمساحات الخضراء الشاسعة والسماء الزرقاء، بالإضافة إلى الشواطئ الحصوية والمنحدرات البيضاء التي تعلو وتزين الطبيعة الخلابة والمساحات الخضراء الداخلية.
وبالنسبة لنورماندي السفلى فيقدر عدد سكانها بأقل من 1.5 مليون نسمة، وهو الأدنى مقارنةً بالمناطق الأخرى، إلا أنها تظل من أكثر المناطق كثافة للسكان في فرنسا. وتتميز تلك المنطقة بمنتجعاتها ومدنها الواقعة بطول الساحل، وهو ما يجعلها نقاط جذب لكثير من محبي القيام بزيارات ليوم واحد فقط. ويعتبر منتجع دوفيل واحداً من أشهر المنتجعات هناك، وكان وجهة في السابق للأثرياء والمشاهير، ويضم فيلات حديثة وكازينوهات جميلة، وإلى جوارها مدينة تروفيل، إلا أنها تحظي بقدر أقل من الشهرة.
وبعيداً عن الساحل، توجد مناظر طبيعية خلابة من المراعي الخصبة والبساتين التي تحوي قرى تميزها المنازل الخشبية التقليدية، وتشتهر نورماندي السفلى بعدة وجبات من أبرزها الفيليه مينون دي بورك (لحم طازج وتفاح وبصل) وموليه النورماندي (بلح البحر ممزوج بالكريمة والصوص) وسمك موسى النورماندي (سمك دوفر المسلوق بالتفاح والممزوج بكريمة ). وتتميز المنطقة كذلك بعدة صناعات زراعية متميزة، إلى جانب منتجات الألبان والتفاح وتربية الماشية التي تعد من أهم النشاطات.
وتعتبر اللغة الفرنسية هي اللغة الرسمية الوحيدة في نورماندي، في الوقت الذي تعتبر فيه أيضاً اللغة الإنجليزية لغة رسمية في جزر القنال. وتوجد كذلك لغة تعرف بلغة النورمان، وهي لغة محلية لا يستخدمها سوى عدد قليل من السكان.
ومن أبرز المباني التي تشتهر بها نورماندي هناك الكاتدرائيات والأديرة النورمانية مثل دير بيك Abbey of Bec والقلاع التي تميز الدوقة السابقة بطريقة مماثلة للهندسة المعمارية النورمانية في إنجلترا عقب الفتح النورماني للبلاد في العام 1066. وهناك أيضاً متحف أندريه مالرو للفن الحديث المصنوع من الفولاذ والزجاج في مدينة لو هافر بنورماندي العليا.
وهناك كذلك قلعة “مونت سان ميشيل” التي تعد واحدة من أكثر الأماكن جذباً للسياح، وتقع على بعد كيلو متر واحد تقريباً قبالة الساحل الشمالي الغربي لنورماندي السفلى، عند مصب نهر كويسنو بالقرب من أفرانش. وكانت تتصل في السابق بالبر الرئيسي عبر جسر يظهر ويختفي على حسب حالة المد والجزر. ولعل أفضل الوسائل التي يمكن الارتكاز عليها بغية الوصول إلى تلك القلعة هو ذلك القطار الذي يمكن ركوبه من باريس إلى رين، ومن ثم حافلة تنقل الزوار إلى هناك في مدة لا تزيد عن 10 دقائق. للمزيد اقرأ: قلعة “مونت سان ميشيل” الفرنسية: عزلة على ساحل نورماندي
وهناك أيضاً كنيسة القديس جوزيف، وهي نصب تذكاري في بلدة لوهافر التابعة لإقليم سين-ماريتيم في نورماندي العليا. كما تعتبر واحدة من أهم المقاصد السياحية التي يحرص على زيارتها المصطافون الذين يختارون الإقامة في تلك المنطقة.
وتأكيداً على كل ما سبق، نوه تقرير نشرته مؤخراً صحيفة الدايلي ميل البريطانية على أن نورماندي مقصد رائع وجذاب بالفعل لهواة قضاء أجازة أسبوعية طويلة، ويمكن استهلال الزيارة بالتوجه لمدينة لو هافر الساحلية، حيث ذكريات الحرب العالمية الثانية. وشددت الصحيفة في السياق ذاته على أهمية اصطحاب الزوار لمرشدين سياحيين كي يخبروهم بأدق التفاصيل والمعلومات التي تتيح لهم تقدير الرؤية الهندسية لبنايات المدينة.
لمحبي العودة للاستمتاع برائحة وعبق الماضي، لاسيما الحافل بذكريات سطرتها معارك حربية شهيرة خلال العصر الحديث، فإن فرصة رائعة بات سانحة بين أيديهم الآن لتحقيق ذلك، عبر تجهيز حقائبهم وعدتهم والسفر لمقاطعة نورماندي الفرنسية.
وتقع مقاطعة نورماندي شمالي فرنسا، وتغطي مساحة قدرها 30.627 كيلومتر مربع، وتنقسم إدارياً إلى منطقتين؛ نورماندي العليا ونورماندي السفلى، كما تعتبر جزر القنال، ورغم تمتعها بالحكم الذاتي، جزءاً من نورماندي بحكم التاريخ والثقافة.
وتتكون نورماندي العليا من إقليميّ سين ماريتيم وأور، فيما تتكون نورماندي السفلى من أورني وكالفادوس والمانش. ولتلك المقاطعة قصة شهيرة إبان الحرب العالمية الثانية، حين اندلعت سلسلة من المعارك عام 1944 بين ألمانيا النازية وقوات الحلفاء، وقد تم حينها إنزال قوات أمريكية وبريطانية على شواطئ نورماندي، بمشاركة 6900 من السفن الحربية (منها 4100 سفينة إنزال)، و12 ألف طائرة حربية، ومليون جندي من قوات المظلات ومشاة البحرية، وقاد العملية الجنرال الأمريكي أيزنهاور، وتمكّن الحلفاء من احتلال الشاطئ، ثم أكملوا باتجاه مدينة برلين.
أما نورماندي العليا فتحوي مزيجاً رائعاً من المنتجعات البحرية والأنهار والأغادير والبساتين والمساحات الخضراء، ورغم أن الطقس هناك يتسم بأنه طقس مطير، إلا أن كثافة السكان تعتبر مرتفعة، ويتركز أكثر السكان الذين يقدر عددهم بحوالي مليون و800 ألف نسمة حول المدينتين الساحليتين دييب Dieppe ولو هافر Le Havre.
وتنتشر في نورماندي الأسوق التي تجذب انتباه الزائرين، الذين يفضلون المحاصيل الزراعية والأسماك الطازجة المعروضة هناك. وكذلك المنحدرات الشاهقة التي تضفي مزيداً من الروعة على المدن الواقعة على ساحل البحر، ومن بينها مدينة فيجا Vega، حيث يقال أن قطرات من دم المسيح قد تساقطت هناك في صورة إعجازية، وفيها دير للعبادة يستقطب الحجاج المسيحيين. ومن المدن الشهيرة أيضاً إتريتا Étretat التي تتميز بتكوينها الصخري كالأنفاق والقناطر خاصة التي تبرز من البحر مثل الإبرة.
وتحظى الأكواخ في تلك المنطقة بإقبال شديد من جانب المستثمرين الأجانب وسكان العاصمة الفرنسية باريس، حيث يسعون لشراء منزلهم الثاني في هذا المكان، وترتبط المنطقة جيداً بالمناطق الأخرى عبر الزوارق المائية كما أن نظام النقل الداخلي متطور جداً.
وتشتهر مقاطعة نورماندي بمنتجاتها من الألبان مثل الجبن والزبد، أما الأطباق الأساسية فهي المأكولات البحرية مثل المحار والكركند والمكاريل، حيث إنها تتواجد بوفرة هناك.
وباختصار يمكن القول إنه أينما تذهب في نورماندي، تجد المناظر الخلابة تحاصرك من كل اتجاه، ويتدفق بها نهر السين وعلى ضفافه التلال والمساحات الخضراء الشاسعة والسماء الزرقاء، بالإضافة إلى الشواطئ الحصوية والمنحدرات البيضاء التي تعلو وتزين الطبيعة الخلابة والمساحات الخضراء الداخلية.
وبالنسبة لنورماندي السفلى فيقدر عدد سكانها بأقل من 1.5 مليون نسمة، وهو الأدنى مقارنةً بالمناطق الأخرى، إلا أنها تظل من أكثر المناطق كثافة للسكان في فرنسا. وتتميز تلك المنطقة بمنتجعاتها ومدنها الواقعة بطول الساحل، وهو ما يجعلها نقاط جذب لكثير من محبي القيام بزيارات ليوم واحد فقط. ويعتبر منتجع دوفيل واحداً من أشهر المنتجعات هناك، وكان وجهة في السابق للأثرياء والمشاهير، ويضم فيلات حديثة وكازينوهات جميلة، وإلى جوارها مدينة تروفيل، إلا أنها تحظي بقدر أقل من الشهرة.
وبعيداً عن الساحل، توجد مناظر طبيعية خلابة من المراعي الخصبة والبساتين التي تحوي قرى تميزها المنازل الخشبية التقليدية، وتشتهر نورماندي السفلى بعدة وجبات من أبرزها الفيليه مينون دي بورك (لحم طازج وتفاح وبصل) وموليه النورماندي (بلح البحر ممزوج بالكريمة والصوص) وسمك موسى النورماندي (سمك دوفر المسلوق بالتفاح والممزوج بكريمة ). وتتميز المنطقة كذلك بعدة صناعات زراعية متميزة، إلى جانب منتجات الألبان والتفاح وتربية الماشية التي تعد من أهم النشاطات.
وتعتبر اللغة الفرنسية هي اللغة الرسمية الوحيدة في نورماندي، في الوقت الذي تعتبر فيه أيضاً اللغة الإنجليزية لغة رسمية في جزر القنال. وتوجد كذلك لغة تعرف بلغة النورمان، وهي لغة محلية لا يستخدمها سوى عدد قليل من السكان.
ومن أبرز المباني التي تشتهر بها نورماندي هناك الكاتدرائيات والأديرة النورمانية مثل دير بيك Abbey of Bec والقلاع التي تميز الدوقة السابقة بطريقة مماثلة للهندسة المعمارية النورمانية في إنجلترا عقب الفتح النورماني للبلاد في العام 1066. وهناك أيضاً متحف أندريه مالرو للفن الحديث المصنوع من الفولاذ والزجاج في مدينة لو هافر بنورماندي العليا.
وهناك كذلك قلعة “مونت سان ميشيل” التي تعد واحدة من أكثر الأماكن جذباً للسياح، وتقع على بعد كيلو متر واحد تقريباً قبالة الساحل الشمالي الغربي لنورماندي السفلى، عند مصب نهر كويسنو بالقرب من أفرانش. وكانت تتصل في السابق بالبر الرئيسي عبر جسر يظهر ويختفي على حسب حالة المد والجزر. ولعل أفضل الوسائل التي يمكن الارتكاز عليها بغية الوصول إلى تلك القلعة هو ذلك القطار الذي يمكن ركوبه من باريس إلى رين، ومن ثم حافلة تنقل الزوار إلى هناك في مدة لا تزيد عن 10 دقائق. للمزيد اقرأ: قلعة “مونت سان ميشيل” الفرنسية: عزلة على ساحل نورماندي
وهناك أيضاً كنيسة القديس جوزيف، وهي نصب تذكاري في بلدة لوهافر التابعة لإقليم سين-ماريتيم في نورماندي العليا. كما تعتبر واحدة من أهم المقاصد السياحية التي يحرص على زيارتها المصطافون الذين يختارون الإقامة في تلك المنطقة.
وتأكيداً على كل ما سبق، نوه تقرير نشرته مؤخراً صحيفة الدايلي ميل البريطانية على أن نورماندي مقصد رائع وجذاب بالفعل لهواة قضاء أجازة أسبوعية طويلة، ويمكن استهلال الزيارة بالتوجه لمدينة لو هافر الساحلية، حيث ذكريات الحرب العالمية الثانية. وشددت الصحيفة في السياق ذاته على أهمية اصطحاب الزوار لمرشدين سياحيين كي يخبروهم بأدق التفاصيل والمعلومات التي تتيح لهم تقدير الرؤية الهندسية لبنايات المدينة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق