يعتبر حمام “النزهة” المملوكي ، الواقع في أول منطقة زقاق البلاط المشرفة على وسط بيروت ، الحمّام القديم الوحيد المتبقي في بيروت، إضافةً إلى حمّام “العبد” الشهير في طرابلس الضارب أيضاً في القدم، فهو يعتبر بحقّ نموذجاً رائعاً لعمارة الحمّامات بقبابها وقناطرها وسعتها ونظافتها تماماً كما كانت في العصرين المملوكي والعثماني.
وإلى جانب هذين الحمامين القديمين، يلفت النظر وجود حمام عربي يحاكي مسلسل باب الحارة الشهير ويحمل اسمه. وهذا الحمّام الذي يقع في ضاحية بيروت الجنوبية حديث لكنه مشيّد على الطريقة التقليدية العثمانية الدمشقية القديمة من جواني وبراني وتكييس وترنيخ. ويمكن للزائر أن يستمتع بمشاهدة أهم عناصر مسلسل باب الحارة الشامي الذائع الصيت.
يستقبل حمام النزهة مستحميه الذين يرتادونه باستمرار في أجواء تعيد المرء الى لحظات دعة وهدوء، فينسى هموم الحياة اليومية وعجلتها ؛ فبينما تطأ قدماك السجاد الأحمر في الممر الذي يفضي بك – مع رشفة من القهوة العربية – إلى الردهة التي تتوسطها بركة عثمانية مثمنّة الأضلاع من الرخام الملون، ويتصدرها شلال ماء رقراق، وتزينها لوحات الآيات القرآنية والأقوال المأثورة. بينما تمتلىء خزانتان بكل أدوات الحمام ولوازمه: الأولى ترفل بالأثواب و”البشاكير” والمناشف والملاءات و الفوط ، والثانية تعبق بأصناف الصابون العربي المعطّر المصنّع من زيت الزيتون و”القطرون” إلى جانب روائح المسك والعنبر والنعناع وزيوت التدليك.
وبالقرب من ردهة الاستقبال توجد غرفة للاستراحة تسمى”البراني” على جنباتها «الدشكات»، أي المقاعد الحجرية المغطاة «بالطرّاحات» الحريرية صيفاً وبصوف الأغنام شتاء. وتقبع «القباقيب» التي سينتعلها المستحم في زاوية من المدخل.
في الحمام
تسلّم ما في حوزتك من أغراض ثمينة تودع في صندوق حديدي خاص بك. وبعد خلع ملابسك يستلمك رجلان، يلفانك بملاءة وتنتعل القبقاب العالي… وتبدأ نزهتك إلى ما يسمى بـ”الجواني» (أي غرف الاستحمام). تدخل أولاً غرفة البخار في ما يسمى مرحلة “الترنيخ” حيث تعبق الغرفة بالبخار الكثيف بحسب طلب الشخص ووفقاً للمدة التي يريدها. وهنا يرفق البخار برائحة النعناع المنعشة للأنفاس والقصبة الهوائية والرئتين، فيبدأ الجسم بإفراز كل ما علق به، كما يبدأ اللحم الميت بالترنخ. ويستعمل “للوقيد” (أي إيقاد النار الذي يولد البخار) الحطب عادة لكنه منذ سنوات أستبدل بالمازوت.
بعد مرحلة “الترنيخ” تبدأ مرحلة “التكييس” حيث يبدأ رجلان بفركك بواسطة «ليفة» خاصة مصنعة من شعر الخيل القاسي نسبياً والصابون البلدي المعطر من رأسك حتى أخمص القدمين على طريقة الفرك المحوري – الدائري، فتزول بذلك كل «العوالق» من الجسم وتتفتح المسامات في الجلد وتفرز ما في داخلها من شحوم. ثم يصار إلى دهن الجسم بالمسك والعنبر والعطور حتى تفوح منه رائحة تستمر أياماً.
وبمجرد ولوجك المرحلة الثالثة وهي «التدليك» تكون قد تراخيت واستسلمت فعلاً لأيدي «مدلكين» مهرة لهم الخبرة الطويلة في هذا المجال، وهم تدربوا على التدليك العربي مع آبائهم وأجدادهم. وبعد الانتهاء من هذه المراحل الثلاث تخرج من «الجواني» ملفوفاً بالمناشف والملاءات إلى «البراني» حيث يستقبلك قدح الشاي قرب الشلال.
الحمامات في لبنان
ولحمامات لبنان جذور مملوكية عثمانية ، وأشهرها “حمام العبد” في طرابلس وعمره 500 سنة، ويعود لآل بيرقدار أصحاب حمام النزهة أيضاً. وكان في بيروت حمامات عدة أهمها: حمام الدركي، حمام الزهرية، حمام البسطة، حمام التركي. لكنها اندثرت وتحولت الى أطلال أو قامت مكانها أبنية حديثة، باستثناء حمام «النزهة» الذي رممه الحاج أحمد بيرقدار(الجد) عام 1920 وهو عبارة عن بيت أرضي فسيح مبني بحسب طراز العمارة في وسط بيروت، ويعد مؤسسة سياحية رسمية . وفي فصل الصيف يزداد عدد مرتادي الحمام خصوصاً السياح العرب ، و كذلك العديد من السواح الأجانب خصوصاً من الفرنسيين والسويسريين.
يعتبر حمام “النزهة” المملوكي ، الواقع في أول منطقة زقاق البلاط المشرفة على وسط بيروت ، الحمّام القديم الوحيد المتبقي في بيروت، إضافةً إلى حمّام “العبد” الشهير في طرابلس الضارب أيضاً في القدم، فهو يعتبر بحقّ نموذجاً رائعاً لعمارة الحمّامات بقبابها وقناطرها وسعتها ونظافتها تماماً كما كانت في العصرين المملوكي والعثماني.
وإلى جانب هذين الحمامين القديمين، يلفت النظر وجود حمام عربي يحاكي مسلسل باب الحارة الشهير ويحمل اسمه. وهذا الحمّام الذي يقع في ضاحية بيروت الجنوبية حديث لكنه مشيّد على الطريقة التقليدية العثمانية الدمشقية القديمة من جواني وبراني وتكييس وترنيخ. ويمكن للزائر أن يستمتع بمشاهدة أهم عناصر مسلسل باب الحارة الشامي الذائع الصيت.
يستقبل حمام النزهة مستحميه الذين يرتادونه باستمرار في أجواء تعيد المرء الى لحظات دعة وهدوء، فينسى هموم الحياة اليومية وعجلتها ؛ فبينما تطأ قدماك السجاد الأحمر في الممر الذي يفضي بك – مع رشفة من القهوة العربية – إلى الردهة التي تتوسطها بركة عثمانية مثمنّة الأضلاع من الرخام الملون، ويتصدرها شلال ماء رقراق، وتزينها لوحات الآيات القرآنية والأقوال المأثورة. بينما تمتلىء خزانتان بكل أدوات الحمام ولوازمه: الأولى ترفل بالأثواب و”البشاكير” والمناشف والملاءات و الفوط ، والثانية تعبق بأصناف الصابون العربي المعطّر المصنّع من زيت الزيتون و”القطرون” إلى جانب روائح المسك والعنبر والنعناع وزيوت التدليك.
وبالقرب من ردهة الاستقبال توجد غرفة للاستراحة تسمى”البراني” على جنباتها «الدشكات»، أي المقاعد الحجرية المغطاة «بالطرّاحات» الحريرية صيفاً وبصوف الأغنام شتاء. وتقبع «القباقيب» التي سينتعلها المستحم في زاوية من المدخل.
في الحمام
تسلّم ما في حوزتك من أغراض ثمينة تودع في صندوق حديدي خاص بك. وبعد خلع ملابسك يستلمك رجلان، يلفانك بملاءة وتنتعل القبقاب العالي… وتبدأ نزهتك إلى ما يسمى بـ”الجواني» (أي غرف الاستحمام). تدخل أولاً غرفة البخار في ما يسمى مرحلة “الترنيخ” حيث تعبق الغرفة بالبخار الكثيف بحسب طلب الشخص ووفقاً للمدة التي يريدها. وهنا يرفق البخار برائحة النعناع المنعشة للأنفاس والقصبة الهوائية والرئتين، فيبدأ الجسم بإفراز كل ما علق به، كما يبدأ اللحم الميت بالترنخ. ويستعمل “للوقيد” (أي إيقاد النار الذي يولد البخار) الحطب عادة لكنه منذ سنوات أستبدل بالمازوت.
بعد مرحلة “الترنيخ” تبدأ مرحلة “التكييس” حيث يبدأ رجلان بفركك بواسطة «ليفة» خاصة مصنعة من شعر الخيل القاسي نسبياً والصابون البلدي المعطر من رأسك حتى أخمص القدمين على طريقة الفرك المحوري – الدائري، فتزول بذلك كل «العوالق» من الجسم وتتفتح المسامات في الجلد وتفرز ما في داخلها من شحوم. ثم يصار إلى دهن الجسم بالمسك والعنبر والعطور حتى تفوح منه رائحة تستمر أياماً.
وبمجرد ولوجك المرحلة الثالثة وهي «التدليك» تكون قد تراخيت واستسلمت فعلاً لأيدي «مدلكين» مهرة لهم الخبرة الطويلة في هذا المجال، وهم تدربوا على التدليك العربي مع آبائهم وأجدادهم. وبعد الانتهاء من هذه المراحل الثلاث تخرج من «الجواني» ملفوفاً بالمناشف والملاءات إلى «البراني» حيث يستقبلك قدح الشاي قرب الشلال.
الحمامات في لبنان
ولحمامات لبنان جذور مملوكية عثمانية ، وأشهرها “حمام العبد” في طرابلس وعمره 500 سنة، ويعود لآل بيرقدار أصحاب حمام النزهة أيضاً. وكان في بيروت حمامات عدة أهمها: حمام الدركي، حمام الزهرية، حمام البسطة، حمام التركي. لكنها اندثرت وتحولت الى أطلال أو قامت مكانها أبنية حديثة، باستثناء حمام «النزهة» الذي رممه الحاج أحمد بيرقدار(الجد) عام 1920 وهو عبارة عن بيت أرضي فسيح مبني بحسب طراز العمارة في وسط بيروت، ويعد مؤسسة سياحية رسمية . وفي فصل الصيف يزداد عدد مرتادي الحمام خصوصاً السياح العرب ، و كذلك العديد من السواح الأجانب خصوصاً من الفرنسيين والسويسريين.
0 التعليقات:
إرسال تعليق