Ads 468x60px

الثلاثاء، 8 مايو 2012

البلهارسيا البولية

تعتبر إصابة الجهاز البولى بالبلهارسيا من أكثر أسباب الفشل الكلوى فى مصر وذلك لأن البلهارسيا البولية ما زالت منتشرة انتشارا خطيرا فى ريف مصر سواء فى الدلتا أو فى الصعيد وآخر الإحصاءات الرسمية تذكر أن حوالي 20% من المصريين يعانون من مرض البلهارسيا وهى نسبة عالية جدا وإذا وضعنا فى حسباننا أن الإحصاءات الرسمية تكون أقل من الواقع دائما نجد أن الوضع الصحى العام فى مصر ما زال خطيرا بالنسبة لهذا المرض المتوطن فى مصر منذ أيام الفراعنة .
       ولقد تم اكتشاف هذا المرض فى مصر فى العصر الحديث فى سنة 1850 ميلادية وكان الفضل فى اكتشافه يرجع إلى العالم الألماني تيودور بلهارس وفى نفس العام 1850 عثر عالم آخر يدعى جورج إيبرس على بردية مصرية قديمة فى مدينة الأقصر تعرف حتى الآن ببردية إيبرس .
       ويرجع تاريخ كتابة هذه البردية إلى عام 1550 قبل الميلاد وهى من أكبر وأهم البرديات الطبية حيث يصف فيها الطبيب المصري القديم (الذى كتبها بدقة علمية مذهلة) مرض البلهارسيا البولية بالتفصيل كما وصف أعراضه ومضاعفاته وكذلك وصف دودة البلهارسيا وصفا تفصيليا وقد سماها قدماء المصريين دودة Hrrw ولم تقتصر هذه البرديات المحيرة للعقول على وصف المرض والطفيل المسبب له وإنما تطرقت إلى موضوع طبي هام جدا وهو طرق الوقاية من هذا المرض وأهمها عدم الاستحمام أو الوقوف فى المياه الراكدة وكذلك فقد كان القدماء المصريون أول من استعملوا أملاح الأنتيموني الذى عرفناه فى القرن التاسع عشر باسم الطرطير المقيء فى علاج البلهارسيا وقد كانوا صادقين كل الصدق إذ ذكر الطبيب فى برديته المشهورة أن هذا الدواء وإن كان مؤثرا فى القضاء على البلهارسيا إلا أنه ليس خاليا من الآثار الجانبية فى عام 1910 نشر العالم الإنجليزي الشهير الدكتور أرموند روفر بحثا رائعا فى المجلة الطبية البريطانية عن اكتشافاته المتعددة حيث أثبت بالميكروسكوب بويضات البلهارسيا المتكلسة فى كلاوي كثير من المومياوات التي يرجع تاريخها إلى سنة 1200 قبل الميلاد ثم توالت الاكتشافات بعد ذلك عن مضاعفات البلهارسيا البولية فى الحالبين والمثانة فى المومياوات المصرية القديمة.
       ومما يجدر ذكره أن الإصابة بالبلهارسيا سواء المعوية أو البولية لا تنتج عن شرب المياه الملوثة بالسركاريا على عكس الاعتقاد السائد عند العامة إذ أن هذه السركاريا إذا وصلت إلى الجسم عن طريق الجهاز الهضمي فإنها تموت تماما من حموضة المعدة وإنما الطريق للإصابة بالبلهارسيا يكون عن طريق الاستحمام أو الوقوف مدة طويلة فى البرك والمستنقعات أو المياه الراكدة أو الأجزاء الساكنة من النيل وبهذه الطريقة تجد سركاريا البلهارسيا طريقها عن طريق أي تشقق جلدي خصوصا بين أصابع القدمين لتبدأ رحلتها فى الجسم البشرى عن طريق الأوردة البابية حيث تؤدي إلى تليف الكبد الكامل أما الأماكن الأخرى التى تستقر فيها حالات البلهارسيا البولية الخطيرة فنجد أنها تستقر فى حالبي الكليتين أو الحويصلة والبروستاتا المنوية والمثانة ونسيج الكليتين.
كيف تؤدي البلهارسيا للفشل الكلوى؟        مع الإصابة بالبلهارسيا فى أي مكان من الجهاز البولي يحدث تليف والتهابات ميكروبية بالحالبين والكليتين والمثانة ومجرى البول ومع تكرار الإصابة أو عدم العلاج يؤدي ذلك إلى ضيق بالحالبين وعنق المثانة ومجرى البول وقرح متعددة بالمثانة ومع تطور المرض وإهماله وتكرار الإصابات الميكروبية المتعددة يحدث ضيق شديد فى الحالبين وعنق المثانة ويؤدي هذا إلى تكيس ميكروبي فى الكليتين ينتهي بالفشل الكلوي ولعل من أخطر مضاعفات البلهارسيا فى مصر حدوث أورام سرطانية شديدة الشراسة فى المثانة وأسفل الحالبين وهذا يؤدي إلى فشل كلوي فى مراحل العمر الأولى للمريض وللأسف فإن علاج هذا الفشل مع علاج الورم الخبيث من أعقد المشاكل الصحية فى مصر ولا يوجد له حلول جراحية مُرضِيَة أو علاج كيميائي مفيد ومن المؤسف أن أكثر من نصف مليون فلاح مصري يموتون سنويا من الفشل الكلوى أو الأورام الخبيثة الناتجة عن البلهارسيا وإذا أضفنا إلى ذلك العدد الهائل من المصريين المصابين بالبلهارسيا والعاجزين تماما عن العمل نجد أن هذا الوباء الخطر يشكل مشكلة قومية صحية خطيرة فى مصر.
       إن الأساس فى القضاء على مشكلة البلهارسيا فى مصر هو وقائي بالدرجة الأولى ويأتي عن طريق القضاء على السركاريا فى المياه وليس عن طريق صرف الملايين فى استحداث طرائق جراحية أو كيميائية للعلاج.

تعتبر إصابة الجهاز البولى بالبلهارسيا من أكثر أسباب الفشل الكلوى فى مصر وذلك لأن البلهارسيا البولية ما زالت منتشرة انتشارا خطيرا فى ريف مصر سواء فى الدلتا أو فى الصعيد وآخر الإحصاءات الرسمية تذكر أن حوالي 20% من المصريين يعانون من مرض البلهارسيا وهى نسبة عالية جدا وإذا وضعنا فى حسباننا أن الإحصاءات الرسمية تكون أقل من الواقع دائما نجد أن الوضع الصحى العام فى مصر ما زال خطيرا بالنسبة لهذا المرض المتوطن فى مصر منذ أيام الفراعنة .
       ولقد تم اكتشاف هذا المرض فى مصر فى العصر الحديث فى سنة 1850 ميلادية وكان الفضل فى اكتشافه يرجع إلى العالم الألماني تيودور بلهارس وفى نفس العام 1850 عثر عالم آخر يدعى جورج إيبرس على بردية مصرية قديمة فى مدينة الأقصر تعرف حتى الآن ببردية إيبرس .
       ويرجع تاريخ كتابة هذه البردية إلى عام 1550 قبل الميلاد وهى من أكبر وأهم البرديات الطبية حيث يصف فيها الطبيب المصري القديم (الذى كتبها بدقة علمية مذهلة) مرض البلهارسيا البولية بالتفصيل كما وصف أعراضه ومضاعفاته وكذلك وصف دودة البلهارسيا وصفا تفصيليا وقد سماها قدماء المصريين دودة Hrrw ولم تقتصر هذه البرديات المحيرة للعقول على وصف المرض والطفيل المسبب له وإنما تطرقت إلى موضوع طبي هام جدا وهو طرق الوقاية من هذا المرض وأهمها عدم الاستحمام أو الوقوف فى المياه الراكدة وكذلك فقد كان القدماء المصريون أول من استعملوا أملاح الأنتيموني الذى عرفناه فى القرن التاسع عشر باسم الطرطير المقيء فى علاج البلهارسيا وقد كانوا صادقين كل الصدق إذ ذكر الطبيب فى برديته المشهورة أن هذا الدواء وإن كان مؤثرا فى القضاء على البلهارسيا إلا أنه ليس خاليا من الآثار الجانبية فى عام 1910 نشر العالم الإنجليزي الشهير الدكتور أرموند روفر بحثا رائعا فى المجلة الطبية البريطانية عن اكتشافاته المتعددة حيث أثبت بالميكروسكوب بويضات البلهارسيا المتكلسة فى كلاوي كثير من المومياوات التي يرجع تاريخها إلى سنة 1200 قبل الميلاد ثم توالت الاكتشافات بعد ذلك عن مضاعفات البلهارسيا البولية فى الحالبين والمثانة فى المومياوات المصرية القديمة.
       ومما يجدر ذكره أن الإصابة بالبلهارسيا سواء المعوية أو البولية لا تنتج عن شرب المياه الملوثة بالسركاريا على عكس الاعتقاد السائد عند العامة إذ أن هذه السركاريا إذا وصلت إلى الجسم عن طريق الجهاز الهضمي فإنها تموت تماما من حموضة المعدة وإنما الطريق للإصابة بالبلهارسيا يكون عن طريق الاستحمام أو الوقوف مدة طويلة فى البرك والمستنقعات أو المياه الراكدة أو الأجزاء الساكنة من النيل وبهذه الطريقة تجد سركاريا البلهارسيا طريقها عن طريق أي تشقق جلدي خصوصا بين أصابع القدمين لتبدأ رحلتها فى الجسم البشرى عن طريق الأوردة البابية حيث تؤدي إلى تليف الكبد الكامل أما الأماكن الأخرى التى تستقر فيها حالات البلهارسيا البولية الخطيرة فنجد أنها تستقر فى حالبي الكليتين أو الحويصلة والبروستاتا المنوية والمثانة ونسيج الكليتين.
كيف تؤدي البلهارسيا للفشل الكلوى؟        مع الإصابة بالبلهارسيا فى أي مكان من الجهاز البولي يحدث تليف والتهابات ميكروبية بالحالبين والكليتين والمثانة ومجرى البول ومع تكرار الإصابة أو عدم العلاج يؤدي ذلك إلى ضيق بالحالبين وعنق المثانة ومجرى البول وقرح متعددة بالمثانة ومع تطور المرض وإهماله وتكرار الإصابات الميكروبية المتعددة يحدث ضيق شديد فى الحالبين وعنق المثانة ويؤدي هذا إلى تكيس ميكروبي فى الكليتين ينتهي بالفشل الكلوي ولعل من أخطر مضاعفات البلهارسيا فى مصر حدوث أورام سرطانية شديدة الشراسة فى المثانة وأسفل الحالبين وهذا يؤدي إلى فشل كلوي فى مراحل العمر الأولى للمريض وللأسف فإن علاج هذا الفشل مع علاج الورم الخبيث من أعقد المشاكل الصحية فى مصر ولا يوجد له حلول جراحية مُرضِيَة أو علاج كيميائي مفيد ومن المؤسف أن أكثر من نصف مليون فلاح مصري يموتون سنويا من الفشل الكلوى أو الأورام الخبيثة الناتجة عن البلهارسيا وإذا أضفنا إلى ذلك العدد الهائل من المصريين المصابين بالبلهارسيا والعاجزين تماما عن العمل نجد أن هذا الوباء الخطر يشكل مشكلة قومية صحية خطيرة فى مصر.
       إن الأساس فى القضاء على مشكلة البلهارسيا فى مصر هو وقائي بالدرجة الأولى ويأتي عن طريق القضاء على السركاريا فى المياه وليس عن طريق صرف الملايين فى استحداث طرائق جراحية أو كيميائية للعلاج.

0 التعليقات:

إرسال تعليق